1 Point2 Points3 Points4 Points5 Points [3,75 / 5]
Loading...

lenine

الثورة الروسية وأزمات الديموقراطيات الليبرالية

ملخص الوحدة:

شكلت الثورة الروسية أحد أهم الأحداث التي شهدها العالم خلال العقد الثاني من القرن 20. وبينما شرع زعماء الثورة في بناء مجتمع جديد بروسيا، كانت الديموقراطيات الأوربية، وخاصة فرنسا وانجلترا وألمانيا، تعيش أزمات حادة.

1. مظاهر الثورة الروسية وعواملها:

1.1. مظاهر الثورة:
تعددت منذ بداية القرن 20 الاضطرابات بروسيا، ففي سنة 1905 عمت مظاهرات الفلاحين والعمال، اضطر إثرها القيصر لإنشاء مجلس منتخب حمل اسم (الدوما)، رغم أنه احتفظ بصلاحيات واسعة لنفسه، وفي فبراير 1917 اندلعت ثورة قامت بها البورجوازية بزعامة كيرنسكي أطاحت بالقيصر وتم إعلان الجمهورية. هذه الثورة ابتدأت بمظاهرة للنساء ثم انضم إليها الجنود، وقد اتخذ الثوار قرارات أهمها تشكيل حكومة مؤقتة، ومواصلة الحرب إلى جانب الحلفاء. ولم ترق هذه الإجراءات تيارات وأحزابا روسية أخرى أهمها الحزب البلشفي، الذي قام بثورة على الحكومة المؤقتة في أكتوبر 1917، وكان يتزعمه لينين، وقد اتخذ زعماء الثورة إجراءات فورية أهمها:
– على المستوى الداخلي: إصدار قوانين حول تنظيم العمل بالمصانع، وتأميم الأبناك وإلغاء حرية الصحافة، وتشكيل الجيش الأحمر.
– على المستوى الخارجي: الانسحاب من الحرب العالمية الأولى، والاعتراف بحقوق القوميات في تقرير مصيرها، والإفصاح عن مضمون المعاهدة السرية الروسية الفرنسية الإنجليزية الموقعة سنة 1916 حول الشرق العربي (سايكس بيكو).
1.2. عوامل اندلاع الثورة بروسيا:
– ظل القيصر يحتفظ بصلاحيات واسعة كحقه في حل مجلس الدوما وتعيين عدد من المسؤولين الكبار في الإمبراطورية.
– تضرر اقتصاد روسيا بسبب مشاركتها في الحرب العالمية الأولى، مما أدى إلى نقص في المواد الاستهلاكية وارتفاع أعداد العاطلين.
– الظروف الصعبة التي كان يعيشها الجنود الروس على الجبهة من سوء التسليح وانخفاض الروح المعنوية للجندي الروسي جراء ذلك.

2. بناء النظام الاشتراكي:

واجهت الثورة قي بدايتها تحديات كبيرة أهمها تمرد البحارة في مدينة كرونستاد الذين طالبوا بتنظيم انتخابات وبحق التنظيم النقابي قبل إنهاء تمردهم، ولكن أهم تحد كان هو ثورة مضادة حاول القيام بها المعاودون للثورة الذين دعمتهم دول أوربا الغربية كإنجلترا وفرنسا، وهو ما أدى إلى اندلاع الحرب الأهلية (1981-1921) التي انتهت بانتصار البلاشفة.
1.2. لينين ينهج السياسة الاقتصادية الجديدة:
أمام الصعوبات التي واجهتها الثورة البلشفية، اتخذ لينين إجراءات مرنة سميت السياسة الاقتصادية الجديدة. وتميزت بالسماح للفلاحين ببيع كميات محددة من الإنتاج، والتوقف عن مصادرة الأراضي بالقوة، والتراجع عن تأميم المقاولات الصغيرة مع جلب الخبرة والرأسمال الأجنبيين شرط احتفاظ الدولة بمراقبة القطاع البنكي والصناعة والتجارة الخارجية.
وقد برر لينين اتخاذه هذه الإجراءات ذات المميزات الرأسمالية بكونها مرحلة انتقالية.
2.2. ستالين وبناء النظام الاشتراكي السوفياتي: سياسة التخطيط:
أدرك ستالين أن روسيا كانت تعاني تأخرا واضحا بالمقارنة مع دول أوروبا الغربية كفرنسا وانجلترا، لذلك اعتمد سياسة المخططات كوسيلة لتدارك هذا التأخر، وتمثلت أهداف المخططات في توفير التقنيات الحديثة، وجعل الاتحاد السوفياتي بلدا صناعيا قويا، وخلق قاعدة اقتصادية وبناء مجتمع اشتراكي. قتم العمل في إطار تعاونيات فلاحية خضعت للتسيير الجماعي، كما تم بناء مركبات صناعية ضخمة، وقد تحققت أهداف المخطط الخماسي الأول قبل الموعد المحدد، فأصبح الاتحاد السوفياتي يتوفر على صناعة للحديد والسيارات والصناعة الميكانيكية والكيماوية، بل والفضائية.

2. أزمات الديموقراطيات الليبرالية بأوربا: نموذجا إيطاليا وفرنسا

عرفت فترة ما بعد الحرب العالمية الأولى تطورات اقتصادية واجتماعية وسياسية في بعض دول أوربا غيرت كثيرا الأوضاع القائمة. ففي فرنسا أدت الأزمة السياسية إلى اصطدامات سنة 1934، أسفرت عن وصول الجبهة الشعبية إلى الحكم، في محاولة للتخفيف من الأزمة الاقتصادية والاجتماعية المتمثلة في ارتفاع عدد العاطلين، وتدني الظروف الصحية، وارتفاع الضرائب.
أما في إيطاليا، فقد احتل العمال في مدينة تورينو المصانع احتجاجا على ظروفهم الصعبة، وتفرقت الأحزاب السياسية إلى مواقف متباينة عجزت عن إيجاد حلول للأزمة، الأمر الذي مهد لوصول الحزب الفاشي بزعامة بنيتو موسوليني إلى السلطة.

=================================
1ـ كليمانصو: (1841-1929) رئيس وزراء فرنسا، حرص خلال مؤتمر السلام بفرساي عقب الحرب العالمية الأولى على إضعاف ألمانيا بشكل يجعلها عاجزة عن تهديد فرنسا.
2ـ ولسن: رئيس الولايات المتحدة الأمريكية (1912-1920) وممثلها خلال مؤتمر السلام بفرساي. اتخذ موقفا بعدم إضعاف ألمانيا كضمان لتحقيق السلم، اشتهر بتقديمه للمبادئ الأربعة عشر الكفيلة بتحقيق السلم في العالم.
3ـ كيرنيسكي: (1881-1971): عمل محاميا، وانتخب سنة 1912 عن الحزب الاشتراكي الروسي أصبح وزيرا للعدل بعد ثورة فبراير 1917 ثم وزيرا للدفاع، وأخيرا وزيرا أول إلى أن أسقطت حكومته ثورة أكتوبر 1917 بزعامة لينين.
4ـ الحزب البلشفي: أحد الأحزاب الروسية، كان يؤمن بأن الثورة هي الوسيلة لإقامة النظام الاشتراكي القائم على منح السلطة للطبقة العاملة، وتبني نظام حكم يقوم على التسيير الجماعي.
5ـ لينين: ولد سنة 1870: تبنى الأفكار الماركسية، عمل في البداية محاميا ثم أصبح زعيما للحزب العمالي الاشتراكي الديموقراطي الروسي (البلشفي)، وهو الذي تزعم ثورة أكتوبر 1917، توقى سنة 1924
6ـ الحرب الأهلية: دارت بروسيا بين سنتي 1918 و1921، إذ حاول المتضررون من ثورة 1917، مدعومين بقوى خارجية كإنجلترا وفرنسا، الاستيلاء على الحكم بالقوة، غير أنهم فشلوا في ذلك.
7 ـ ستالين: ولد سنة 1879 في جورجيا، انتمى إلى التيارالماركسي فاعتقل عدة مرات، شارك في ثورة أكتوبر 1917، وتولى الحكم بعد وفاة لينين سنة 1924، وعمل على بناء النظام الاشتراكي السوفياتي، توفي سنة 1953