1 Point2 Points3 Points4 Points5 Points [5,00 / 5]
Loading...

لنظام العالمي الجديد والقطبية الواحدة

ملخص الوحدة:
يشكل سقوط جدار برلين في نونبر 1989 حدثا تاريخيا بارزا في العلاقات الدولية المعاصرة، بما أحدثه من تحولات عميقة في النظام العالمي الجديد الذي أصبح يتميز بالقطبية الواحدة بعد تراجع المعسكر الشرقي. فما ملامح بداية النظام العالمي الجديد ؟ وما مظاهره ؟ وما آليات تحكم القطب الواحد في العالم ؟ وما ردود الأفعال الدولية تجاه نظام القطبية الواحدة ؟

1. الملامح الكبرى لبداية تشكل النظام العالمي الجديد

1.1. تفكك الاتحاد السوفياتي

أدت التناقضات الداخلية الاقتصادية والثقافية إلى جانب الانكسارات العسكرية للتدخل السوفياتي في أفغانستان إلى تبني ميخائيل غورباتشوف منذ توليه السلطة سنة 1985 سياسة واسعة للإصلاحات الاقتصادية والسياسية فيما عرف بالبريسترويكا والكلاسنوست. وكان من بين نتائج هذه الإصلاحات إعلان مجموعة من دول البلطيق استقلالها عن موسكو في إطار رابطة الدول المستقلة والتي تشكل البداية العملية لتفكك قطب المعسكر الاشتراكي، ورسم خريطة سياسية جديدة لهذا الكيان السياسي.

2.1. انهيار المعسكر الاشتراكي

بإعلان مجموعة من الدول الشيوعية انتقالها إلى تطبيق الأساليب الديمقراطية على النمط الغربي في تسيير شؤونها السياسية ونظام الاقتصاد الليبرالي في كل من تشيكوسلوفاكيا وهنغاريا ورومانيا وبولونيا وبلغاريا، ضعف الترابط الذي ظل يجمع دول المعسكر الشرقي. ونوج ذلك بتفكك حلف وارسو وإضعاف إشعاعه كقوة عسكرية عالمية.

3.1. توحيد الألمانيتين

بعد سقوط جدار برلين، سارعت كل من ألمانيا الشرقية وألمانيا الغربية إلى الاتحاد والاندماج وفق ما نصت عليه اتفاقية 5 ماي 1990 وبذلك ساهم هذا الاتحاد في وضع حد لمرحلة الحرب الباردة.

1. مظاهر النظام العالمي الجديد

1.2. تزايد الهيمنة الأمريكية على العالم

أصبحت الولايات المتحدة الأمريكية القطب الوحيد الذي يسيطر على توجيه السياسة الدولية من خلال مجموعة من الآليات كالتدخل العسكري (التدخل العسكري في العراق والصومال وأفغانستان) ونشر قواعدها العسكرية على مساحات شاسعة من العالم، وتوسيع سيطرتها على البحار بنشر حاملات الطائرات في المياه الإقليمية الإستراتيجية، وتوظيف تقدمها التكنولوجي لمراقبة الجو وتنميط الثقافة للعالم من خلال الاختراق الثقافي (الفضائيات والانترنت والإنتاج السينمائي). كما تزايدت هيمنتها على الاقتصاد.

2.2. تعدد آليات الهيمنة الأمريكية على العالم

تزايد تأثير الولايات المتحدة على السياسة الدولية من خلال التحكم في صياغة قرارات الأمم المتحدة لتثبيت قوتها وتفوقها على الصعيد الجيوستراتيجي، والعمل على فرض العقوبات والمقاطعة الاقتصادية، وفرض العزلة على الدول التي تنتهج سياسة مغايرة للسياسة الأمريكية، وتعزيز هيمنتها الاقتصادية من خلال نظام العولمة الذي تعتبر الشركات المتعددة الجنسية أهم دعائمه.

3.2. العولمة باعتبارها ظاهرة مميزة للنظام العالمي الجديد

ارتبطن العولمة الجديدة (نهاية القرن 20) باحتكار الرأسمالية العالمية %86 من المعاملات المالية داخل البورصة (الولايات المتحدة الأمريكية، اليابان وألمانيا)، والهيمنة على السوق العالمية، وإلغاء الحدود بالنسبة للسلع والرساميل وإخضاع السياسة للاقتصاد، واستخدام الثقافة كوسيلة للهيمنة.

3. ردود فعل الدولية تجاه نظام القطبية الواحدة

1.3. تزايد التوتر على الساحة الدولية

كرد فعل على هيمنة القطب الأمريكي على السياسة الدولية، برزت على السطح مختلف النزعات العرقية التي ظلت خامدة طيلة مرحلة الحرب الباردة، وتميزت بالصراع العرقي والتوتر السياسي في العديد من مناطق العالم (رواندا، الكونغو، الصومال، السودان ليبيريا وفي الهند وباكستان والصراع العرقي في منطقة البلقان كما تلخصه قضية كوسوفو). كما تعمقت الفوارق بين الشمال والجنوب في التنمية وحقوق الإنسان، وعبرت عن ذلك الشعوب الفقيرة بالمطالبة بنظام دولي عادل. وتعرضت الولايات المتحدة الأمريكية وأطراف أخرى.

2.3. اختلاف مواقف الدول العظمى داخل الأمم المتحدة

تم تنسيق مواقف بعض الدول المعارضة لهيمنة القطب الواحد داخل الجمعية العامة ومجلس الأمن الدولي (مواقف ألمانيا وفرنسا وروسيا قبيل وخلال الحرب على العراق مارس 2003). كما اختلفت مواقف بعض الدول مع سياسة القطب الأمريكي حول فرض العقوبات على إيران وكوريا الشمالية.
وعبرت بعض الدول عن معارضتها لهيمنة القطب الواحد من خلال التصويت لفائدة أحزاب اليسار (البرازيل، نيكاركوا، فنزويلا) أو وصول المحافظين إلى السلطة في إيران.

3.3. تنسيق مواقف المنتديات الاجتماعية للحد من هيمنة القطب الواحد

نمت تيارات فكرية في أوساط الأنتلجنسيا الغربية معادية لهيمنة القطب الواحد، توجت بتأسيس منتدى اجتماعي ينادي بنظام دولي عادل وتوزيع الثروة بشكل متكافئ بين الشعوب، والدعوة إلى الحد من هيمنة الشركات الجنسية.

4.3. ردود على المستوى الاقتصادي

برزت قوى اقتصادية منافسة للاقتصاد الأمريكي على الزعامة العالمية، كالاتحاد الأوربي واليابان، وظهرت تكتلات اقتصادية جهوية للحد من هيمنة القطب الواحد.