1 Point2 Points3 Points4 Points5 Points [5,00 / 5]
Loading...

الحرب العالمية الثانية 1939- 1945

ملخص الوحدة:
شهد العالم حربا ثانية أكثر ضراوة من الأولى ما بين 1939 – 1945 كنتيجة لمختلف التطورات التي خلفتها الحرب العالمية الأولى، فما أسباب هذه الحرب ؟ وما المراحل التي مرت منها ؟ وما مميزاتها ؟ وما النتائج المترتبة عنها ؟

1. تضافرت عدة عوامل في اندلاع الحرب العالمية الثانية

1.1. عامل الحرب العالمية الأولى:

(راجع الوحدة الأولى: شروط معاهدات مؤتمر الصلح بباريس 1919) ترتب عن الشروط القاسية التي فرضها الحلفاء على الدول المنهزمة خاصة معاهدة فرساي (1919) المفروضة على ألمانيا ردود فعل عنيفة خاصة من طرف النظام النازي الذي سعى إلى إعادة الاعتبار للشعب الألماني والعمل على إسقاط شروط معاهدة فرساي.

2.1. الأزمة الاقتصادية الكبرى 1929:

أدى تدهور الأوضاع الاقتصادية بألمانيا إلى تزايد نفوذ التيارات اليمنية المتطرفة على السلطة وأهمها النظامان: النازي بألمانيا ووصول الجيش إلى السلطة باليابان واللذين تجمعهما أهداف توسعية لحل مشاكلهما الداخلية مما ترتب عنه توتر العلاقات الدولية.

3.1. السياسة التوسعية للأنظمة الديكتاتورية:

للخروج من الأزمة ووضع حد لتدهور أوضاعها الداخلية اتجهت الأنظمة الديكتاتورية إلى نهج سياسة توسعية على حساب الشعوب الأخرى حيث شرعت اليابان في غزو إقليم منشوريا بالصين 1931، كما شنت إيطاليا هجوما عسكريا على الحبشة 1935 وفي نفس السياسة سارت ألمانيا لفرض توسعاتها على حساب أراضي الدول المجاورة تحت ذرائع متعددة (أنظر الخريطة).

4.1. السباق نحو التسلح أمام ضعف عصبة الأمم:

سارعت ألمانيا إلى التخلص من القيود التي فرضتها عليها معاهدة فرساي بنهج سياسة التسلح وفرض التجنيد الإجباري، وخرق المعاهدات الموقعة بعد الحرب الأولى. وتزايد السباق نحو خلق أحلاف إستراتيجية مع الأنظمة الديكتاتورية، كتحالف محور برلين طوكيو روما. من جهة أخرى، سارعت الدول الغربية إلى نسج تحالفات فيما بينها خاصة فرنسا وانجلترا، بينما ظلت الولايات المتحدة الأمريكية تراقب الوضع للدفاع عن مصالحها.
أمام هذه التطورات ظلت عصبة الأمم عاجزة عن حل النزاعات الدولية والتدخل لحماية الدول التي شملها هجوم الأنظمة الديكتاتورية: (التوسع الياباني في الصين، التوسع الألماني في وسط أوربا، التوسع الإيطالي بالحبشة). وتكرس ضعف هذه المؤسسة بعد انسحاب دول تحالف المحور من عضويتها.

5.1. يشكل الهجوم النازي على بولونيا السبب المباشر لاندلاع الحرب العالمية الثانية

في إطار مخططه التوسعي، سعى هتلر إلى كسب منفذ له على بحر البلطيق بضم ميناء دانتزك بهدف توسيع مجاله الحيوي نحو الشرق لمواجهة المد الشيوعي من جهة، وتحصين قواته من الخلف غربا. وفي سبيل تحقيق ذلك، اتجهت جيوشه في 1 شتنبر 1939 نحو غزو بولونيا واتسع مجال الحرب بعد دخول بريطانيا وفرنسا حليفتي بولونيا.

2. تميزت الحرب العالمية الثانية بمرحلتين أساسيتين:

1.1. تميزت المرحلة الأولى (1939-1942) بانتصارات دول المحور:

تمكنت ألمانيا بخططها العسكرية وعتادها المتطور من تحقيق انتصارات باهرة على كل الجبهات الميدانية، فقد احتلت قواتها فرنسا ودخلت باريس سنة 1940 وحاصرت انجلترا بحرا بعد صمود المقاومة بها، وتوغلت بعيدا في أراضي الاتحاد السوفياتي. كما تمكنت إيطاليا بدعم ألمانيا من بسط نفوذها على الجبهة المتوسطية وشمال إفريقيا، وألحقت اليابان ضربة بالمصالح الأمريكية بعد قصف قاعدة بيرل هاربر 7 دجنبر 1941 (أنظر الخرائط المتعلقة بالعمليات الحربية خلال الحرب).

2.1. تميزت المرحلة الثانية (1942-1945) بانتصارات ساحقة لدول الحلفاء

ساهم دخول الولايات المتحدة الأمريكية الحرب إلى جانب دول الحلفاء في تغيير كفة الحرب التي اتخذت طابعا دوليا لصالح دول الحلفاء، ومن مظاهر ذلك تراجع سيطرة دول المحور على العديد من المناطق في أوربا وشمال إفريقيا خاصة بعد وصول الإمدادات الحربية الأمريكية إلى أوربا عبر شمال إفريقيا وساحل النورماندي في يونيو 1944. كما شكل الانتصار في معركة ستالينغراد نقطة انطلاق الهجوم السوفياتي المضاد على أراضي النفوذ الألماني الشرقية والدخول إلى برلين إلى جانب جيوش دول الحلفاء. وفي المحيط الهادي أرغم الأمريكيون اليابان على الاستسلام بعد إلقاء قنبلتين ذريتين على هيروشيما وناكازاكي (يومي 6 و9 غشت 1945).

3. النتائج العامة للحرب العالمية الثانية

1.3. الخسائر البشرية

خافت الحرب خسائر بشرية مهولة في صفوف العسكريين والمدنيين بشكل متفاوت بين الدول المتحاربة مع ارتفاع ملحوظ بالنسبة للاتحاد السوفياتي 16 مليون قتيل، وسجل تزايد في عدد المهجرين والمعطوبين.

2.3. النتائج الاقتصادية

– ترتب عن ارتفاع النفقات العسكرية لدى الدول المتحاربة تراجع الخدمات الاجتماعية
– حدوث أزمة في التموين داخل الأسواق وتراجع الإنتاج الاقتصادي للدول المتحاربة من أهم سماته ارتفاع وتيرة التضخم و التباين بين متطلبات الاستهلاك، ومستوى القدرات الشرائية، ورفع قيمة الضرائب واللجوء إلى القروض الداخلية والخارجية، ونهب خيرات المستعمرات لتغطية العجز.
– تدمير البنيات التحتية للدول المتحاربة باستثناء الولايات المتحدة الأمريكية التي عرف اقتصادها انتعاشا متزايدا ساعدها على تجاوز مخلفات الأزمة.
– خروج الولايات المتحدة الأمريكية الرابح الأكبر من الحرب بقوة اقتصادها وتزايد سيطرتها على دواليب السياسة العالمية.

3.3. النتائج السياسية:

– تغيير الخريطة السياسية لأوربا، وتزايد انتشار المد الشيوعي بالمناطق التي حررتها جيوش الاتحاد السوفياتي.
– تأسيس هيئة الأمم المتحدة لرعاية السلم والأمن الدوليين.
– تزايد نشاط حركات التحرر الوطني في مختلف المناطق المستعمرة.

=========================================
الحرب العالمية الثانية: الحرب التي شهدها العالم خلال الفترة الممتدة من شتنبر 1939 إلى غاية غشت 1945، دارت رحاها على مجالات واسعة من العالم، قادتها مجموعتان: مجموعة دول الحلفاء ومجموعة دول المحور، تميزن بمرحلتين أساسيتين طبعت المرحلة الأولى بالانتصارات الخاطفة لدول المحور (1939- 1941). وتميزت المرحلة الثانية بدخول الولايات المتحدة الأمريكية الحرب إلى جانب دول الحلفاء بعد تدمير أسطولها في قاعدة بيرل هاربر 7 دجنبر 1941. وتعتبر معركتا ستالينغراد والعالمين أكتوبر 1942 معركتين فاصلتين بين المرحلتين.

دول الحلفاء: ويضم دول التحالف التقليدي الذي قاد الحرب ضد ألمانيا في الحرب العالمية الأولى وعلى رأسها فرنسا وانجلترا إلى جانب مجموعة من الدول التي تدور في فلكها الاستراتيجي كبولونيا. وقد عرف هذا التحالف توسعا بعد انضمام الولايات المتحدة الأمريكية للقضاء على خطر دول المحور.
دول المحور: وتضم الدول ذات الأنظمة الديكتاتورية التي يجمعها مبدأ التوسع على حساب الشعوب الضعيفة وتطور تشكيل هذا التحالف في وقت وجيز، ويضم ثلاثة أقطاب أساسية: ألمانيا وإيطاليا واليابان إلى جانب بعض الدول المناصرة لسياسة الحلف كإسبانيا.