1 Point2 Points3 Points4 Points5 Points [2,03 / 5]
Loading...

سقوط الإمبراطورية العثمانية وتوغل الاستعمار بالمشرق العربي 

ملخص الوحدة:

شهدت الإمبراطورية العثمانية طيلة القرن 19 ضغوطا أجنبية كبيرة تمثلت في مؤتمرات لدعم الحركات الانفصالية، ومعاهدات غير متكافئة، أسفرت عن فقدانها لعدد من ممتلكاتها في أوربا وإفريقيا، فما هي التطورات التي عرفتها في بداية القرن 20 ؟

1. عوامل سقوط الإمبراطورية العثمانية

1.1. مظاهر تفكك الإمبراطورية العثمانية في القرن 19

فقدت الإمبراطورية العثمانية في القرن 19 وبداية القرن 20 عددا مهما من ممتلكاتها، فقد استقلت عنها اليونان سنة 1829، وانتزعت منها فرنسا كلا من الجزائر وتونس، واحتلت انجلترا مصر، بينما كانت ليبيا من نصيب إيطاليا، إضافة إلى استقلال صربيا ورومانيا وبلغاريا، مما أدى إلى تقلص مساحتها في شبه جزيرة الأناضول والشام والعراق وجزء من شبه الجزيرة العربية. ومما سهل هذا التفكك فشل الإصلاحات التي تمت في القرن 19 وإلغاء السلطان عبد الحميد الثاني دستور 1876، وضعف الجيش وتعدد الجبهات التي كان عليه أن يحارب فيها، وكذا ارتفاع ديون الإمبراطورية العثمانية ووضع ماليتها تحت المراقبة الأوربية وعجز العثمانيين عن استخلاص الضرائب من عدة مناطق مثل البلقان.

2.1. بعض الأحداث التي عجلت بسقوط الإمبراطورية العثمانية

عرفت الإمبراطورية العثمانية في بداية القرن 20 صراعات داخلية قوية خاصة بين الاتحاد والترقي وبين الشخصيات السياسية كوزير الدفاع محمود شوكت. كما لعبت الثروة العربية الكبرى (1916) التي قادها شريف مكة من بلاد الحجاز بدعم من الانجليز دورا كبيرا في تقلص الوجود العثماني في منطقة الشام. غير أن الهزيمة التي منيت بها الإمبراطورية العثمانية في الحرب العالمية الأولى وآثارها الاقتصادية والمعاهدات التي أعقبتها، شكلت إعلانا بنهاية الإمبراطورية العثمانية.

2. الظروف التي تم فيها فرض الانتداب الفرنسي والانجليزي على المشرق العربي وأبين بعض نتائجه

1.2. بروز فكرة تقسيم منطقة المشرق العربي

وقعت فرنسا وانجلترا وروسيا في ماي 1916 معاهدة سرية هي معاهدة سايكس بيكو، تم بموجبها تقسيم منطقة المشرق العربي بين الدول الثلاث. وجاء الميثاق المؤسس لعصبة الأمم ليعزز هذا التقسيم إذ نص على مبدأ الانتداب، الذي وضعت بموجبه كل من العراق وفلسطين تحت الانتداب البريطاني، ومنطقة الشام تحت الانتداب الفرنسي، وتبث مؤتمر سان ريمو (1920) هذا التقسيم، بحيث خرجت منطقة الشام والعراق من التبعية للإمبراطورية العثمانية ووضعت تحت نفوذ انجلترا وفرنسا.

2.2. أهم نتائج فرض الانتداب على سوريا والعراق

شرعت انجلترا وفرنسا في بسط نفوذها على كل من العراق وسوريا، فقد أسفرت عملية الاجتياح الفرنسي لسوريا عن دمار كبير للقرى والمدن، وقامت بتقسيم سوريا إلى أربعة مناطق. كما احتكر الانجليز أهم الوظائف في العراق وكانوا الحكام الفعليين رغم تنصيبهم لفيصل ملكا على البلاد وإشرافهم على تشكيل حكومة، لكن سلطاتها كانت جد محدودة.
وكان رد فعل سكان المنطقة قويا، فقد أصدر السوريون بيانا في مارس 1920 أعلنوا فيه استقلال سوريا، وواجهوا قوات الاحتلال الفرنسي وكبدوها خسائر فادحة أشهرها في معركة ميسلون (1920)، كما أثار العراقيون سنة 1920 (ثورة العشرين) في وجه الاحتلال البريطاني، لدرجة أن الحكومة البريطانية اضطرت إلى تليين موقفها، فسمحت بتشكيل حكومة عراقية وقبلي بتوقيع معاهدة تنظم العلاقات بين بريطانيا والعراق.
=================
الثورة العربية الكبرى: تزعمها الشريف حسين، أمير مكة والحجاز في يونيو 1916، بدعم من الإنجليز. وكان الهدف منها القضاء على الوجود العثماني، وإنشاء دولة عربية موحدة.
معاهدة سايكس – بيكو: تم توقيعها في ماي 1916 بين كل من فرنسا وإنجلترا وروسيا لتقسيم مناطق النفوذ في الشرق العربي، لكن روسيا أعلنت انسحابها منها وكشفت بنودها بعد قيام ثورة أكتوبر 1917.
الانتداب: قرار أصدرته عصبة الأمم بعد إنشائها مباشرة عقب الحرب العالمية الأولى، ويعطي لبعض القوى الأوربية (إنجلترا وفرنسا) سلطة فرض نفوذها في منطقة الشرق العربي بهدف مساعدة شعوبها على أن تصبح قادرة على تسيير شؤونها، لكنه تحول إلى استعمار فعلي.
سانريمو: انعقد سنة 1920، بهدف تحديد مناطق الانتداب في الشرق العربي بين كل من انجلترا وفرنسا، تنفيذ القرار عصبة الأمم.
فيصل: ابن الشريف حسين، شارك في الثورة العربية الكبرى، وكان على رأس القوات التي دخلت إلى سوريا بعدما طردت العثمانيين. عين في البداية ملكا على سوريا، وفي مرحلة ثانية وضعته انجلترا على عرش العراق إلى أن توفي سنة 1933.