ملخص الوحدة:
تحتل الولايات المتحدة الأمريكية مراتب متقدمة على الصعيد العالمي في جميع الميادين، مما ميزها كقوة اقتصادية عظمى. ما مظاهر هذه القوة الاقتصادية ؟ وما العوامل المفسرة لها ؟ وما هي المشاكل والتحديات التي تواجهها ؟
1. مظاهر القوة الفلاحية الأمريكية والعوامل المفسرة لها
1.1. خصائص الفلاحة الأمريكية
تتميز الفلاحة الأمريكية بكونها فلاحة كثيفة، ومتنوعة المحاصيل، تحتل في جل منتجاتها المراتب الأولى على الصعيد العالمي، كما يبين الجدول التالي: (2007 Atlas éco).
المنتجات الفلاحية القمح الخشب القطن الذرة الحوامض البطاطس الأبقار الأغنام الخنازير
الرتبة العالمية 3 1 2 1 2 4 4 – 2
ويمكن التمييز في توزيعها مجاليا بين القسم الشرقي للولايات المتحدة الأمريكية (شرق خط 1000 غربا)، حيث تنتشر الزراعات المرتفعة المردود: الكثيفة، والمتعددة المحاصيل، والتسويقية (المدارية والمسقية)؛ وبين القسم الغربي حيث الرعي الواسع وبعض الزراعات المسقية على جوانب الأنهار والسدود.
2.1. تفسر عدة عوامل قوة الفلاحة الأمريكية
تتلخص العوامل المفسرة لقوة الفلاحة الأمريكية في عدة عوامل طبيعية وبشرية:
– العوامل الطبيعية: تتمثل في تنوع المناخ أساسا، حيث سمح بتعدد وتنوع الزراعات ارتباطا بنوع المناخ السائد. كما ساهمت التضاريس في هذه القوة حيث تحتل السهول والمنبسطات نسبة هامة من الأراضي الأمريكية، مما جعل الأراضي غير المستغلة تنحصر في نسبة %21، بينما تتوزع النسب الأخرى بين الأراضي المحروثة %21، والغابات %29 والمراعي %26.
– العوامل البشرية والتنظيمية: تتمثل في نوعية الوسائل والتقنيات المستعملة، المعتمدة على البحث العلمي والتكنولوجيا، إضافة إلى كونها فلاحة تسير من طرف شركات عالمية تشرف على كل مراحل الإنتاج والتسويق. ثم إنها فلاحة مندمجة في الاقتصاد الرأسمالي في إطار مركب فلاحي صناعي يصطلح عليه بـ « الأكروبيزنيس ».
2. مظاهر القوة الصناعية الأمريكية والعوامل المفسرة لها
1.2. مظاهر القوة الصناعية الأمريكية
الصناعة الأمريكية متنوعة، تحتل منتجاتها الصدارة العالمية فيجل أنواعها. كما أن المقاولات الأمريكية يوجد ثمانية منها ضمن العشر الأوائل في الترتيب العالمي، كشركة General Electric وExxon Mobil، وغيرها… وتحتل المراتب الأولى في الصلب والسيارات والنسيج الاصطناعي كما بين الجدول التالي: (Images Economiques du Monde 2004).
الصناعات السيارات المطاط الاصطناعي النسيج الاصطناعي الصلب خيوط القطن
% من الإنتاج العالمي 20.7 19.9 12.1 10.2 7.7
الرتبة العالمية 1 1 2 3 4
وتنتشر فيكل مجال الولايات المتحدة الأمريكية مع تركيز في القسم الشرقي حيث المناطق الصناعية التقليدية التي توجد بها الصناعات الأساسية والعالية التكنولوجيا، وفي الجنوب حيث المناطق الصناعية الحديثة. هذا مع اتجاه استقرار الصناعات حول حزام الشمس حيث تنتشر الماكيلادوراس، ونحو الغرب. وتجدر الإشارة إلى أن أكبر تجمع صناعي يوجد بالسيليكون فالي.
2.2. الثروات الطبيعية والتنظيم الرأسمالي عوامل مفسرة لقوة الصناعة الأمريكية
وفرت الأراضي الأمريكية للصناعة الثروات الطبيعية الضرورية من مصادر طاقة ومعادن، حيث تحتل المراتيب الأولى والثانية عالميا في إنتاجها. وينتشر البترول في خليج المكسيك وتكساس وألاسكا، مع تكملة الحاجيات بواسطة الاستيراد من مختلف دول العالم المنتجة للبترول. كما تتوفر على احتياطي هام من الفحم والغاز والبترول، إضافة إلى إنتاجها للأورانيوم حيث تحتل الرتبة التاسعة عالميا (2006). (أنظر صفحة 125 من كتاب الأساسي في الجغرافيا).
كما زاد التنظيم الرأسمالي وطريقة تدبير السياسة الصناعية بالولايات المتحدة، الصناعة الأمريكية دفعة قوية، وذلك من حيث تركيز المقاولات وتجميعها في إطار تركيز أفقي وعمودي أو مالي، مع حرية الاستثمار التي يخولها تدخل كل الفاعلين في اتخاذ القرارات السياسية واستقطاب الأطر العليا والمتخصصة في إطار تشجيع هجرة الأدمغة نحو الولايات المتحدة الأمريكية.
3. مظاهر قوة التجارة والخدمات بالولايات المتحدة الأمريكية، والعوامل المفسرة لها
1.3. مؤشرات قوة الولايات المتحدة الأمريكية في مجال التجارة والخدمات
تتركب التجارة الأمريكية من صادرات وواردات، تتشابه في نوعية المواد المتبادل بها، وتأتي المواد نصف المصنعة 22%، وأدوات التجهيز 28%، والمعلوميات 19% على رأس الصادرات؛ في حين تتصدر المواد الاستهلاكية 23%، والمواد نصف المصنعة 22%، والمعلوميات قائمة الواردات، حيث تدخل ضمن الصناعات الأمريكية العالية التكنولوجيا والخدمات المتطورة، إضافة إلى مصادر الطاقة. ويتضح من الخريطة (صفحة 127)، تواجد الولايات المتحدة فيكل القارات، وتتعامل مع جل المجموعات الجغرافية بنسب متفاوتة حسب نوعية العلاقات التي تربطها بكل مجموعة، حيث تحظى مجموعة « ألينا » بنصيب وافر (%27)، يليها الاتحاد الأوربي، ثم الشرق الوسط واليابان.
1.1. العوامل المفسرة لقوة الولايات المتحدة في التجارة والخدمات
إن الولايات المتحدة الأمريكية بارزة تجاريا على الصعيد العالمي بفضل المكانة التي تحتلها عالميا، وبفضل مساهمة عدة عوامل منها: العامل الجغرافي حيث أنها تطل على محيطين، مما يسهل اتصالها بالعالم، وكثافة التجهيزات الأساسية التي تتوفر عليها موانئ عالمية ومطارات كبرى، إضافة إلى شبكة مهمة من الطرق التي تربط شرق الولايات المتحدة بغربها.
إضافة إلى نوعية اقتصادها الذي يعتمد على « اقتصاد السوق »، وتواجد المؤسسات المالية الكبرى التي تنشط في شتى المجالات وتتحكم في محاور التجارة العالمية. وينضاف إلى ذلك « الدولار » عملة التداول العالمية التي تبرز تواجد الولايات المتحدة الأمريكية بشكل دائم. كما تساهم المنتجات الأمريكية ذات الشهرة العالمية، ونمط الحياة الأمريكية المروج بواسطة المسلسلات والأشرطة السينمائية في تدعيم التجارة الأمريكية، وإعطاء الولايات المتحدة مكانة متقدمة على الصعيد العالمي.
4. المشاكل والتحديات التي تواجه الولايات المتحدة الأمريكية
1.1. المشاكل والتحديات الداخلية
تتمثل في إكراهات الوسط الطبيعي، حيث إن أعنفها هي الأعاصير المدارية التي تهدد السواحل الجنوبية الشرقية للولايات المتحدة، إضافة إلى أعاصير داخلية تهدد الوسط الأمريكي. تليها التيارات الهوائية القطبية التي تعمل على تخفيض درجات الحرارة. إضافة إلى تهديد عدة مناطق بانجراف التربة. هذا عدا بعض الأنهار الملوثة والمناطق الحضرية في القسم الشرقي حيث مراكز اتخاذ القرار. أما بشريا، فإن الفقر منتشر، ويتوزع بنسب متفاوتة على المجال الأمريكي، ويعرف تركزا في الجنوب والجنوب الغربي على الخصوص (أنظر الخريطة ص 129)، وهذه مناطق يسكنها غالبا السود حيث مظاهر الفقر بادية على أحيائهم، ويعانون من التهميش. ومن الجانب الاقتصادي، هناك العجز الذي يعاني منه الميزان التجاري، خاصة جانب السلع حيث تصل نسبة العجز به إلى 827.9 مليون دولار. مما يطرح عدة تساؤلات حول التحديات التي تواجه الاقتصاد الأمريكي في هذا الجانب حيث يؤثر على القطاعات الاقتصادية الأخرى.
1.2. المشاكل والتحديات الخارجية
تواجه اقتصاد الولايات المتحدة عدة تحديات خارجية، تتمثل في المنافسة التي تواجهها منتجاتها من طرف الدول الآسيوية ودولا الاتحاد الأوربي، خاصة في ميدان السيارات والمعلوميات والنقل الجوي، والفلاحة والصناعة الغذائية وغيرها، مما يضع عدة تحديات أمام الاقتصاد الأمريكي.
هذا مع التحدي الأكبر المتمثل في عدم استقرار العملة الأمريكية « الدولار » وانخفاض قيمته أمام « الأورو » مما يخلق عدة مشاكل أمام التوازنات الاقتصادية والمالية للولايات المتحدة الأمريكية.
تواجه الولايات المتحدة تحديا اجتماعيا خارجيا يتمثل في عدد المهاجرين السريين المتزايد، خاصة من المكسيك وكوبا. مما يزيد الوضع الاجتماعي تعقيدا، ويزيد من حدة التفاوتات بين الفئات الاجتماعية، مما يساهم في تفشي الانحراف والبطالة (4.6%) والفقر (13%).