القضية الفلسطينية
ملخص الوحدة:
ترجع جذور القضية الفلسطينية إلى نهاية القرن التاسع عشر بعد عقد الحركة الصهيونية ببال السويسرية مؤتمرها الأول 1897 الذي رسخت من خلاله الحركة مطالبها كحركة لجمع شتات اليهود وإنشاء وطن قومي لهم بأرض فلسطين. فما أساليب تسرب الحركة الصهيونية إلى أرض فلسطين ؟ وما أشكال تمركزها ؟ وما ردود الفعل الفلسطينية على هذا التمركز ؟
1. بداية نشأة القضية الفلسطينية
1.1. نشأت الحركة الصهيونية في حضن الحركة الامبريالية الأوربية
سعى زعماء الحركة الصهيونية إلى ربط حركتهم بمصالح الدول الاستعمارية خاصة بريطانيا أهدافهم الاستيطانية، هذا السعي يجسد التوافق المصلحي بين حركة صهيونية بزعامة تيودور هرتزل الذي أشرف على تنظيم مؤتمر بال والسياسة الخارجية البريطانية التي دعمت بدبلوماسيتها مطالب الحركة الصهيونية.
2.1. مخططات وأهداف الحركة الصهيونية
حدد المؤتمر التأسيسي للحركة الصهيونية ببال 1897 أهداف هذه الحركة في:
– العمل على خلق وطن قومي لليهود بأرض فلسطين. ولتحقيق هذا الهدف وضع مؤتمر بال الوسائل التالية:
* إنشاء أجهزة لتمويل المشاريع الصهيونية بفلسطين، كمصرف تمويل نفقات الخدمات العامة، والصندوق القومي اليهودي لشراء الأراضي.
* تشجيع هجرة اليهود إلى فلسطين وتحفيزهم على الاستيطان بها من خلال تقديم قروض الدعم والتغطية القانونية.
* تقوية الشعور القومي وإنشاء مقومات حمايته بتكوين عصابات لإرهاب الفلسطينيين.
* السعي في المحافل الدولية لكسب تأييد الدول الأوربية لتحقيق أهدافهم خاصة بريطانيا التي زكت سياستها الخارجية مطالب الحركة الصهيونية بمنح وعد بلفور 2 نونبر 1917 الذي نص على دعم بريطانيا لقيام وطن قومي لليهود بفلسطين.
3.1. عمقت سياسة الانتداب البريطاني التسرب الصهيوني بفلسطين
خضعت فلسطين في إطار الوضعية الجديدة للمشرق العربي بعد الحرب العالمية الأولى للانتداب البريطاني سنة 1920 (والذي لم توافق عليه عصبة الأمم المتحدة إلا في سنة 1922) الذي بموجبه نالت الحركة الصهيونية مجموعة من الامتيازات القانونية والسياسية والاقتصادية والإدارية والثقافية تمهد لها إنشاء وطن قومي بفلسطين.
وقد عرفت فلسطين عدة هجرات يهودية عدة هجرات يهودية من مختلف مناطق العالم، وتزايد السباق على عملية شراء الأراضي تحت حماية سلطة الانتداب البريطاني.
2. اتخذ التمركز الصهيوني بفلسطين في ما بين الحربين عدة أشكال ومظاهر
– تشجيع الهجرة إلى فلسطين بدعم من صندوق الهجرة الصهيونية ودعم بريطانيا
– شراء الأراضي من الفلسطينيين وإقامة مستوطنات وكسب الدعم الدولي لحماية هذه المستوطنات
– العمل على اكتساب اليهود لحق الجنسية الفلسطينية
– فرض إدارة الانتداب البريطاني لنظام ضريبي مجحف لإرهاق كاهل الفلاح الفلسطيني وإرغامه على الاستدانة بفوائد مرتفعة، فيرغمه عجزه عن تسديد الديون على بيع الأرض.
– منح إدارة الانتداب البريطاني لليهود امتيازات اقتصادية وجمركية وضريبية وإدارية لتنمية المشاريع الصهيونية بفلسطين.
– إنشاء عصابات وحركات إجرامية صهيونية (الهاغانا واراغون وستيرن) لحماية المصالح الصهيونية.
3. واكب نشأة القضية الفلسطينية تطور في تنظيم ردود الفعل الفلسطينية
مرت ردود الفعل الفلسطينية قبل الحرب العالمية الثانية من مرحلتين:
1.1. المرحلة الأولى 1917 إلى 1935
تميزت بالطابع العفوي والسلمي لتصدي الفلسطينيين للمشروع الصهيوني وظهور الملامح الأولى للكفاح المسلح التي جسدتها ثورة 1920 بالقدس، و1921 في يافا، وثورة البراق التي قاد أحداثها الحاج أمين الحسيني 1929، والإضراب العام 1933 -1936 الذي أطرته مختلف الجمعيات. وتميزت المقاومة في هذه المرحلة بالاحتجاجات وتوعية المجتمع الفلسطيني من خلال نشاط الجمعيات الثقافية والخيرية، والصحافة وخطب المساجد، بمقاطعة البضائع والمصنوعات والمتاجر الصهيونية. وقد عملت إدارة الانتداب على تجنيد لجن للتحقيق في الأحداث بفلسطين وإصدار التوصيات التي تضمن من خلالها بريطانيا لليهود المزيد من حماية مصالحهم بفلسطين كلجنة والترشاو 1929 walter shaw ولجنة سامبسون J-h- Sampson 1930 لتأكيد حق اليهود في امتلاك الأراضي.
2.3. المرحلة الثانية 1936 إلى 1939
تميزت بالعمل المسلح إذ دشنت هذه المرحلة بثورة عز الدين القسام 1936 وتواصلت بمجموعة من العمليات المسلحة وحركات واسعة من الإضرابات ضمن الثورة الكبرى التي استمرت إلى غاية 1939. تخللها إصدار إدارة الانتداب لمشروع تقسيم فلسطين 1937 وكتاب أبيض 1939 تقترح من خلاله إدارة الانتداب حلولا لتهدئة الأوضاع الداخلية بفلسطين.
خاتمة:
ارتبطت مصالح الحركة الصهيونية بالاستعمار البريطاني، وساهم ذلك في تمركز الصهاينة بأرض فلسطين بأشكال مختلفة توجت بإصدار مشروع قرار 181 للأمم المتحدة بتاريخ 29 نونبر سنة 1947 الذي ينص على تقسيم فلسطين.
==================================
الحركة الصهيونية: تشكلت الصهيونية كإيديولوجيا وكحركة سياسية مع صدور كتاب تيودور هرتزل فيوقت تنامت فيه الإيديولوجية القومية في أوربا في نهاية القرن 19، وترسخت هذه السياسة مع نمو اهتمام المركز الإمبريالي بإيجاد كيانات مصطنعة في مراكز مستعمراته لضمان هيمنتها، وتلخص هذا الدور بألا يتخذ اليهود حماة المصالح الإمبريالية، فلسطين كوطن قومي لهم، كما نص على ذلك مقررات مؤتمر بال 1897.
المقاومة الفلسطينية: كل أنماط المقاومة للتمركز الصهيوني بأرض فلسطين، بدءا بالمقاومة السلمية للمشروع الصهيوني بشكل تلقائي من خلال الحركات الاحتجاجية والإضرابات، إلى الحركة المنظمة من خلال نشاط الجمعيات الخيرية لمقاطعة بيع الأراضي لليهود إلى العمل الصحافي والثقافي لتوعية سكان فلسطين بخطورة المشروع الصهيوني. كما تميزن المقاومة الفلسطينية بالمواجهة المسلحة لتنتقل إلى العمل المسلح بعد ثورة عز الدين القسام 1936.