مـعـالــجــة الـمـوضــوع الـفــلــســـفــي
الـمـقــدمــة :
طرح الإشكالية وتكون عبارة عن سؤال
الــعـــرض :
1) استعراض الفرضيات الممكنة لمعالجة الإشكالية
2) تمحيص الفرضيات : ( توضيح الصحيحة والخاطئة منها عن طريق المناقشة بالبراهين والأدلة المقنعة )
الـخــاتــمـة : نتائج معالجة الإشكالية : ( الوصول إلى حقائق أو إلى أسئلة إشكالية جديدة قابلة للبحث )
الــشــخــص والــهــــويـــــة
الـشـخـص :
مجموع السمات المميزة للفرد
الــفــــــرد :
كيان نفسي واجتماعي مشابه للآخرين
الـهــويـــة :
السمة الأساسية للشخص ، وهي تطابق الشخص مع ذاته ماضيا ومستقبلا وهي ليست معطى جاهزا وقبليا بل هي عملية تطورية طويلة مرتبطة بمراحل تشكل الأنا عبر الاحتكاك بالعالم الخارجي ، ومن خلال هذا التطور تتشكل سمات وملامح الشخص الوجدانية والذهنية والتفاعلية بواسطة الذاكرة .
الــذاكــرة : تربط بين الماضي والحاضر باستمرار .
الشخصية : نتاج مركب لكل مكونات الشخص .
الـشخـص : ذات مستقلة متميزة ينظر إليها كغاية وكحرية لا كبضاعة أو وسيلة كما هو التصور التشيئي للشخص في الثقافة الرأسمالية .
التصور التشيئي : الشخص شي ء أوسيلة أ وبضاعة .
التصور الوظيفي : الشخص غاية وحرية وكائن واع ومسؤول وقادر على التفاعل مع الآخرين .
أطروحة الدفاع عن حرية الشخص :
الشخص قادر على الاختيار بين ممكنات متعددة رغم الإكراهات .
أطروحة الحتمية : الشخص خاضع لعدة حتميات بيئية اجتماعية نفسية لا فكاك منها . وعدم الوعي بها يوهم الإنسان بأنه حر .
– هل الإنسان شخص واحد في كل فترات عمره ؟
– هناك افتراض بأن في الشخص عنصرا ثابتا
– الواقع يكذب هذه الفرضية
– الإنسان في حالة نوم ليس له أنا بل له أنا متخيل يتبخر بعد اليقظة، وضربة واحدة على الرأس تحفر هوة عميقة بين أنا اليوم وأنا البارحة لأن الذاكرة تشل أو تعطل ، وهناك أيضا حالات المرضى الذين لهم أنا أو وأنا آخر يتناوبان ويتعارفان .
– لا يوجد دليل على إحساسنا بالهوية إلا إذا دام نفس مزاجنا وطبعنا وترابطت ذكرياتنا بحيث نحافظ على نفس الأفعال والتصرفات .
– الحالة النفسية الحالية تتولد من حالة نفسية سابقة بسبب الذاكرة أو الوعي التذكري الرابط بين الماضي والحاضر .
– النتيجة أن الهوية ليست معطى أوليا أصليا بل هي نتيجة الإدراكات الماضية في الحاضر ونحن في نهاية المطاف عبارة عن ظواهر يتذكر بعضنا بعضا .
الــبـنيـة الـثـلاثـيـة للـشـخـصـيــة
-ت
تصور فرويد للشخصية :
الشخصية : جماع الصراع بين الغرائر: (الهو) والمثل الأخلاقية : (الأنا الأعلى) وضغوط الواقع و(الأنا) هو نتاج توازن بين هذه القوى المتصارعة.
–
الأنـــا : يحقق التوازن والتوفيق بين الهو والأنا الأعلى والواقع ، والتوفيق بين هذه العناصر صعب بل قد يكون مستحيلا .
–
الأنــا : في الغالب يفشل في هذا التوفيق بين الهو والأنا الأعلى والواقع أو العالم الخارجي ، مما يسبب له القلق .
– الأنا يحاول التوسط بين الهو والواقع ، ويحاول أن يموه على أوامر اللاشعور بتبريرات متعددة للتخفيف من الصراع بين الهو والواقع والتبريرات نوع من التظاهر والرياء باحترام الواقع ومراعاته حتى ولو ظل الهو متشبثا بتحقيق اِشباعاته .
– الأنا الأعلى يفرض باستمرار على الأنا معايير يتعين عليه إتباعها في سلوكه دون أن يهتم بإكراهات الهو والعالم الخارجي ، فإذا عصى الأنا أوامر الأنا الأعلى وتعليماته فإن هذا الأخير يعاقبه ويسلط عليه مشاعر التوتر والقلق التي تسبب له الإحساس بالدونية أو الذنب .
– الأنا : يصارع من أجل إحداث نوع من التوافق والانسجام بين القوى المتفاعلة داخله والمؤثرة عليه .
الشخص ليس شيئا بين الأشياء
– الشخص عند مونييه كيان يتميز بالإرادة والوعي والتجاوز خلاف الأشياء التي هي متطابقة كليا مع ذاتها .
– الشخص :
ليس معطى نهائيا بل هو عملية مراكمة واكتساب مستمرة لسماته الخاصة إنها عملية التشخصن .
– الشخصية ليست موضوعا بل هي حقيقة نعرفها من الخارج ونعيشها في نفس الوقت من الداخل .
– الشخصية :
تجربة غنية منغرسة في العالم تعبر عن نفسها بواسطة إبداع لا يتوقف ، إنها نشاط معيش أساسه الإبداع الذاتي ، وهو حركة شخصنة .
الـشــخـص غايــــة فــي ذاتــــه:
– كانط يعتبر الشخص كائنا عاقلا ، وهو بذلك غاية في ذاته وليس شيئا أو أداة أو موضوعا ، لهذا هو قيمة متميزة نادرة تستحق الاحترام والتقدير .
– الأشياء عبارة عن وسائل بينما الكائنات العاقلة أشخاص لأنها غايات في ذاتها أي لا تستعمل فقط كوسائل .
الشخصية بين الـضـــرورة والحــريـــة :
– سبينوزا يرفض اعتبار الإنسان حرا في اختياراته وفاعلا وفق مشيئته ، وهو جاهل بالأسباب الحقيقية وراء أفعاله التي يعتبر نفسه حرا فيها .
– تشبيه الإنسان في أفعاله بحجرة تدفع فتتحرك ، ومع توقف سبب حركتها تظل متحركة ظانة أنها هي سبب حركتها
– الناس يعتقدون أنهم يتصرفون بحرية ودون إكراهات.
الـحــريـــة والـمـــســـؤولـــيـــــة :
– سارتر يدافع عن حرية الاختيار المطلقة للإنسان ، وماهية الإنسان عنده هي حريته .
– الإنسان هو ما شرع أن يكون لا ما أراد أن يكون
– الإرادة هي كل ما كان قرارا واعيا .
– فإذا كان الوجود يسبق حقيقة الجوهر فالإنسان إذن مسؤول عما هو كائن .
– الفلسفة الوجودية تضع الإنسان أمام حقيقة وجوده وتحمل مسؤولية هذا الوجود .
ومسؤولية الإنسان عن وجوده لا تعني الوجود الفردي فقط وإنما وجود الغير أيضا .
– مفهوم الذاتية :
أ) انتقاء الفرد نفسه بنفسه
ب) استحالة تحدي الإنسان لذاته .
– اختيار الإنسان لذاته يعني كذلك اختياره للغير
– كل عمل يقوم به الإنسان يخلق الفرد الذي يريده وفي نفس الوقت الفرد الذي رغب أن يكونه.
– المسؤولية هي الاهتمام بالإنسانية جمعاء .
الـــــــغـــــيــــــــر :
– الإنسان من حيث هو شخص ليس فردا معزولا ، وإنما هو موجود ليعيش مع الغير ، وهو في حاجة إلى هذا الغير
– الإنسان في حاجة إلى العيش وسط جماعة ليشعر بالطمأنينة والأمان ، ويتقاسم العيش مع الجماعة
– الحاجة إلى الغير ضرورة ، وهذا يعني الاعتراف بهذا الغير .
– الغير عالم يدعو لاستكشافه .
– ليس من السهل التعرف على الغير ،لأن المعرفة اليقينية هي بالدرجة الأولى معرفة الأنا،أما معرفة الغير فليس من الممكن معرفتها بشكل مباشر لهذا هي معرفة افتراضية غير يقينية، ولا تكون إلا بالقياس على معرفة الأنا .
– هناك تصور آخر يرى أن الأنا يحمل فكرة الغير في ذاته وأن الغير هو مجال معرفة يقينية .
– والذي يجعل الغير مجال معرفة الأنا هو حاجة الأنا إلى الغير لأن الإنسان اجتماعي بطبعه لهذا يحتاج إلى غيره .
– والعلاقة مع الغير تكون إما صداقة وإما صراع .
الـغـيــــر هــــو أنــــا آخـــــر :
– الغير بالنسبة لسارتر هو أنا آخر وليس شيئا ،وهو أنا آخر مستقل عن الأنا .
– ووجود الغير هو في نفس الوقت نفي للأنا .
– ويترتب عن وجود الغير نتائج على مستوى الأنا وعلى مستوى علاقة الأنا مع العالم الخارجي .
– الأنا هي التي تكون الغير كموضوع يقابل الذات .
– الغير نظام من التمثلات .
– المقصود بتجارب الأنا هي مشاعر الغير وأفكاره وإرادته وطابعه .
– الغير ليس ما يشاهده الأنا بل هو ما يشاهد الأنا أيضا
– الغير نظام مترابط من التجارب المستقلة عن الأنا ويكون الأنا فيه مجرد موضوع من عدة موضوعات أخرى
– وبقدر اجتهاد الأنا في تعين الطبيعة العينية لهذا النظام من التمثلات الذي هو الغير وتعيين مكانة هذا الأنا بوصفه موضوعا يعلو الأنا كليا ويتجاوز نطاق تجربته .
– الأنا يتجاوز حدود معرفته من خلال اهتمامه بسلسلة من الظواهر التي هي من حيث المبدأ فوق الإدراك ويحاول الربط بينها نحو تجارب ليست تجارب الأنا .
– لا يمكن وصف الغير بأنه تصور منظم .
– صحيح أن فكرة كفكرة العالم تخرج من حيث المبدأ عن تجربة الأنا ولكنها لا معنى لها إلا بتجربة الأنا .
– وعكس ذلك الغير حيث يمثل السلب الجذري لتجربة الأنا فالأنا بالنسبة للغير ليس ذاتا بل موضوعا .
– فالأنا بدوره يعامل الغير باعتباره موضوعا .
– فالغير هو الأنا الآخر ، هناك عدم يفصل بين الأنا والغير وهذا العدم لا يستمد أصوله من الأنا أو من الغير ، ولا من علاقة متبادلة بينهما بل هو أصلا أساس كل علاقة بين الغير والأنا .
الــغـــيـــر كـــعــــالــــــــم مـــــمــــكــــــن :
– الغير عند دولوز وغاتاري ليس أنا آخر مغاير للأنا بل هو عالم ممكن منفتح أمام الأنا كي يكتشفه ويجربه .
– هل الغير بالضرورة في مقام ثان بالنسبة للأنا ؟
– إذا كان الغير تاليا فهذا يعني أنه آخر بالنسبة للأنا .
– هناك مشكل تعدد الذوات وعلاقاتها وتمثلاتها المتبادلة
– الغير يتبدى للأنا بوصفه موضوعا مخصوصا ،والأنا بدوره يتبدى للغير موضوعا .
– بهذا المنظور ليس الغير شخصا ولا ذاتا ولا موضوعا .
– هناك تعدد الذوات لأن هناك غيرا وليس العكس .
– الغير يقتضي مفهوما قبليا يتفرع عنه الموضوع الخاص والذات المغايرة والأنا وليس العكس .
– الغير هو الوجود الممكن للعالم .
– قول الإنسان أنا خائف يعطى للعالم الممكن تحققا من حيث هو ممكن حتى لو كان القول كاذبا .
– ضمير الأنا لا معنى له سوى أنه علامة لسانية .
– الصين عالم ممكن ، ولكنها تغدو حقيقة حينما نتكلم اللغة الصينية .
– الغير عالم ممكن عند من يعبر عنه حيث تمنحه اللغة صورة متحققة .
– الغير بهذا المعنى ذو ثلاثة مكونات متلازمة هي : (أ)عالم ممكن (ب) وجه قائم الوجود (ج) كلام أو لغة واقعية .
مــــــعـــــــــرفـــــة الــــــغــــيــــــر :
– فلسفة ديكارت التي جعلت من( أنا أفكر) حقيقة لم تفسح المجال للغير .
– مالبرانش يعالج إشكالية الغير حيث لا تعرف موضوعات النفس البشرية من إحساسات ومشاعر معرفة يقينية بل مجرد معرفة تقريبية وتخمينية .
– لا نعرف نفوس الناس الآخرين ولا نعرف عقولهم ، بل معرفتنا بهم تخمينية،وكل ما يمكن معرفته هو افتراض أن الناس الآخرين من نفس طبيعة ذواتنا ، ونحن نزعم أن ما نشعر به هو نفس ما يشعر به غيرنا .
– هناك حقائق يمكن أن نعتقد بأن الناس الآخرين يعرفونها مثل معرفتنا بها مثل 2 ×2 = 4،ولكن من الخطأ الحكم على الآخرين من خلال الذات .
– عند الشعور بمشاعر أو عند إدراك بعض الأمور من الخطأ أن نظن أن الآخر له نفس الشعور أو نفس الإدراك
– فتقدير الغير انطلاقا من الذات هو تقدير خاطىء .
– ولهذا إذا ما اقتصرنا في حكمنا على غيرنا انطلاقا من عواطفنا يكون هذا الحكم معرضا للخطأ .
الــغـــيــــر حـــــاضــــــر دومــــــــا :
– ميرلوبونتي يرفض نزعة الأنا التي تدعي أن معرفة الغير ليست يقينية لأنها تتم بالقياس على الأنا .
– ميرلوبونتي يرى أن وجود الأنا يكاد يكون لاغيا إن لم يقصد الغير ومعرفة الغير عنده هي معرفة قادرة على النفاد إلى أعماق هذا الغير والتواصل معه .
– يعتقد أن الأنا يحول الغير إلى موضوع وينفيه، وأن الغير يحول الأنا إلى موضوع وينفيه أيضا .
– والواقع أن نظرة الغير لا تحول الأنا إلى موضوع والعكس صحيح .
– فالأنا الوحدية لا يمكنها أن تكون أمرا حقيقيا بشكل صارم لأنه يوجد في عالم فيه الغير .
– فالأنا تعلم بشكل أبدي أن يعامل الآخرين على أنهم أشباهه .
العلاقة مع الغير :
(الصداقة أساس العلاقة مع الغير )
– أرسطو يقرر أن الإنسان مدني بالطبع ،أي يميل بطبعه إلى الاجتماع لبناء مجتمع يحقق السعادة
– أرسطو يبين الأساس الذي تقوم عليه علاقة الإنسان بغيره .
– علاقة الإنسان بغيره إنما هي الصداقة التي تتأسس في الوقت نفسه على المنفعة والمتعة والفضيلة .
– الصداقة ضرب من الفضيلة ،أو ذات علاقة بالفضيلة
– الصداقة أشد الحاجات ضرورة للحياة ،إذ لا أحد يستطيع أن يعيش بلا أصدقاء .
– بقدر ما يعظم شأن الإنسان بقدر ما تزداد حاجته إلى الأصدقاء .
– كل الناس يجمعون على أن الأصدقاء هم الملاذ في الشدائد .
– والصداقة لها وظائف حسب مراحل العمر (شباب- كهولة- شيخوخة )
– بالإضافة إلى ذلك هناك قانون طبيعي يقضي بوجود إحساس الحب الفطري بين الكائنات من نفس الجنس .
العلاقة مع الغير هي دائما علاقة صراع :
– العلاقة مع الغير عند هيجل لا تقوم على الصداقة والشفقة وإنما تقوم على مبدأ الهيمنة ،ذلك أن الإنسان إما أن يكون سيد الغير وإما أن يكون عبده .
– إنها علاقة صراع من أجل الهيمنة ونيل الاعتراف .
– الصراع ينبغي أن يؤدي بالضرورة إلى موت أحد الخصمين أو موتهما معا ، ومن المستحيل أن يتنازل أحدهما للآخر .
– وإذا كان الأمر كذلك فمن المستحيل أن يصير الواقع البشري حقيقة .
– ولكي يتحقق الوجود البشري لا يكفي أن يكون متعددا بل لا بد أن يكون متفاضلا .
– لا بد أن يبقى الخصمان على قيد الحياة بعد صراعهما وهذا غير ممكن إلا بوجود سيد وعبد .
– وعليه الإنسان إما أن يكون عبدا وإما أن يكون سيدا .
– والمجتمع لا يكون بشريا إلا إذا كانت فيه سيادة وعبودية .
– والتاريخ البشري هو تاريخ صراع وتفاعل السيادة والعبودية
٭٭٭٭٭
الـــــمـــــعـــــرفـــــــــــــة :
المعرفة : فعالية إنسانية .
– الإنسان لا يكتفي فقط بالعيش في هذا العالم كمعطى طبيعي بل يريد أن يفهم العالم ويحلله ويعرف القوانين التي تحكمه .
– لهذا تنفرد نخبة من العلماء لمعرفة العالم وتسخير نتائجها لصالح الإنسان .
– لهذا توجد قوانين وقواعد للبحث العلمي الذي ليس هو مجرد تسجيل للمعطيات الحسية المباشرة وإنما هو انفصال على مستوى الإدراك الحسي .
– العلماء يضعون القواعد ويحددون المفاهيم ، ويلجؤون إلى التجربة والملاحظة والاختبار والمقارنة والقياس لتصبح الفرضيات قوانين تستخلص العلاقات الثابتة والمنتظمة بين الظواهر .
– الفلسفة تدرس العلاقة بين الحقيقة العلمية والحقيقة العامية .
– واستعراض النظريات الفلسفية المختلفة المتعلقة بالحقيقة وعلاقتها بما يناقضها يساعد على معرفة مدى صلابة ونسبية الحقيقة العلمية وقابليتها للدحض ومعرفة معاييرها من اتساق منطقي وتطابق مع الواقع وفعالية علمية ، كما يساعد على التفكير في شروطها وحدودها وسياقاتها الاجتماعية لننزع عنها كل إطلاقية ووثوقية .
الـنـــظـــريــــة والــــتــــجــــــربــــة :
– المعرفة العلمية ليست تجميعا لملاحظات متناثرة ولا تركيبا لأفكار واستنتاجات لا رابط ينتظمها .
– العلماء يحرصون على تنظيم ملاحظاتهم واستنتاجاتهم عن طريق إنشاء أبنية منطقية منظمة تهدف إلى تقديم تفسيرات عامة لوقائع الطبيعة وظواهرها .
– وهذه الأبنية المنطقية هي ما يسمى النظريات .
– فالنظرية العلمية هي بناء فرضي استنباطي على قدر كبير من المعقولية والاتساق المنطقي والصلاحية .
– النظرية العلمية تختلف عن النظرية الفلسفية التأملية لأنها ذات محتوى تجريبي بحيث ترمي إلى ربط وقائع التجربة بمبادىء أولية بسيطة .
– هناك إشكالية مفادها هل ينبغي اختزال النظرية العلمية في محتواها التجريبي كما هو رأي النزعة التجريبية أم تعتبر نسقا عقليا رياضيا كما ترى النزعة الرياضية العقلية ؟
– ما هي العلاقة بين التجربة باعتبارها انطباعا حسيا بسيطا والتجريب بوصفه إنشاء لواقعة معينة ضمن شروط علمية مخصوصة ؟ وما هي الحدود الفاصلة بين ما هو علمي وما هو غير علمي في النظرية ؟ .
الــتــــجــــربـــــة والــتـــجـــريــــــــب :
– حسب تجربة توريشللي الملاحظة تدفع إلى التساؤل، والتساؤل يقود إلى إنشاء فرضيات علمية ، والفرضية تتأكد عن طريق التجريب .
خــــطـوات الـــمــنـــهــــج الــتــجــريـــبـــي:
– حسب روني توم لا يوجد منهج تجريبي قائم الذات إنما هناك فعالية تجريبية ووقائع تجريبية .
– الفعالية التجريبية مسعى منظم له خطوات وشروط ولكنها لا ترقى إلى مفهوم المنهج العلمي الصارم بمعناه الديكارتي .
– المنهج بالمفهوم الديكارتي هو مجموعة ضرورية من الإجراءات المحددة بشكل منظم .
– فالأخذ بالمفهوم الديكارتي يجعل عبارة منهج تجريبي متناقضة كقولنا ثلج محرق أو نار متجمدة .
– إن نفي وجود منهج تجريبي لا يعني نفي ممارسة تجريبية .
– للقيام بتجربة علمية نتبع الإجراءات التالية :
♦ نعزل مجالا زمنيا مكانيا وهو المختبر بحدود واقعية أو خيالية.
♦ نملأ هذا المجال بعناصر مختلفة (مواد)تشكل عناصر النسق المدروس .
♦ نحدث خللا في النسق المدروس
♦
نسجل استجابة النسق المدروس .
– وهكذا نحصل على واقعة تجريبية ولكنها لا تكون واقعة علمية إلا بتوفر شرطين هما :
أ) الواقعة قابلة للإعادة .
ب) تثير الواقعة اهتماما يكون تطبيقيا أو نظرية .
الــعـــقـــــلانــيــــــة الـــعـــلــمــيـــة
ـ
العـقـلانـيـة والنـزعـة الـمـثـالـيــة :
– الأبنية العقلانية الرياضية متعالية عن الملاحظة والتجريب وهي في نظر رايشنباخ لا تؤسس معرفة علمية لانطلاقها من نظرة فوق حسية .
– الفلسفة التي تعد العقل مصدرا لمعرفة العالم الفزيائي هي المذهب العقلي
– هناك فرق بين العقلاني والمعقول .
– فالمعرفة العلمية يتم التوصل إليها باستخدام مناهج معقولة لأنها تقتضي استخدام العقل مطبقا على مادة الملاحظة ولكنها ليست عقلانية .
– فالعقلانية لا تنطبق على المنهج العلمي وإنما تنطبق على المنهج الفلسفي الذي يتخذ العقل مصدرا للمعرفة التركيبية المتعلقة بالعلم ،ولا يشترط ملاحظة لتحقيق هذه المعرفة .
– في أحيان كثيرة يقتصر اسم المذهب العقلي على مذاهب معينة في العصر الحديث بينما يطلق على المذاهب ذات النمط الأفلاطوني اسم المثالية .
– والمذهب العقلي قد يستعمل بمعنى واسع بحيث يشمل المثالية .
– والمذاهب العقلية تنظر إلى العقل على أنه مصدر مستقل لمعرفة العالم الفيزيائي .
– العالم الرياضي أكثر ميلا إلى المذهب العقلي لأنه حين يدرك نجاح الاستنباط المنطقي في مجال لا يحتاج إلى تجربة تكون النتيجة نظرية للمعرفة تحل فيها أفعال الاستبصار العقلي محل الإدراك الحسي ،ويعتقد فيها أن للعقل قوة خاصة به يكتشف بواسطتها القوانين العامة للعالم الفيزيائي .
دور الـعـقـل فـي الـمـعـرفـة الـعـلـمـيــة :
– حسب إنشتاين النظرية العلمية ليست مجرد بناء صوري يتألف من مبادىء وقوانين نظرية يبتكرها العقل العلمي ابتكارا حرا ، كما أن النظرية العلمية ليست نسقا اختباريا يجعل التجربة غايته ، بل هي قران بين العقل والتجربة .
– إذا كانت التجربة هي بداية ونهاية معرفتنا بالواقع فإنه لا يبقى للعقل دور في مجال المعرفة العلمية .
– داخل نسق الفيزياء النظرية تتحدد منزلة العقل والتجربة فالعقل يمنح النسق بنيته ، أما معطيات التجربة فينبغي أن تتناسب ونتائج النظرية تناسبا تاما .
– البناء الرياضي الخالص يمكننا من اكتشاف المفاهيم والقوانين التي تصل بينها والتي تمنحنا مفتاح فهم الظواهر الطبيعية، والتجربة توجهنا في اختيار المفاهيم الرياضية التي يتعين استعمالها ،ولكنها لا تكون هي مصدر تلك المفاهيم .
– الفكر الخالص قادر على فهم الواقع .
دورالـنـقـد فـي بــنــاء النـظـريــة الـعـلـمـيـة :
– يرى ابن الهيثم أن الإنسان بطبعه ينزع إلى تصديق أقوال العلماء وحسن الظن بهم كما لو أن أفكارهم عبارة عن حقائق ثابتة لهذا يدعو في رده على بطليموس إلى نقد المعرفة العلمية للكشف عن صحتها أو بطلانها .
– الحق مطلوب لذاته ، والمطلوب لذاته له وجود ، ووجود الحق صعب ، والطريق إليه وعر ، والحقائق تلتبس بالشبهات ، وحسن الظن بالعلماء طبع في الناس ، لهذا فالناظر في الكتب العلمية إذ أراد معرفة الحقائق لا بد أن يكون خصما لما ينظر فيه ، ويتهم نفسه عند خصامه فلا يتحامل ولا يتسامح .
مـظــــاهـــر قصـــــور الـعـلـــم :
– يعتبر راسل أن معرفة الإنسان نوعان :
أ) معرفة بالحقائق الخاصة وهي وقائع وحقائق تتضمن استنتاجات تتباين درجة صحتها وصلاحيتها .
ب) معرفة بالحقائق العلمية وهي استنتاجات صحيحة ومتحققة .
– قد تقصر الحقائق العلمية عن استيفاء شرط العلمية
– يمكن جمع نواحي القصور في العلم تحت ثلاثة عناصر هي :
أ) الشك في صحة الاستقراء
ب) صعوبة استنتاج ما لا يقع في تجربتنا على ما يقع فيها .
ج) الطابع التجريدي للإستنتاج .
مــفــــهـــــوم الــحــقــيــقــــة:
– الفلسفة فن البحث عن الحقيقة
– الحقيقة ارتبطت باللغة والحكم المنطقي .
– وعبر تاريخ الفلسفة سادت نظرية التطابق أو التوافق بين الحكم والشيء ( مطابقة ما في الأذهان لما في الأعيان) حسب تعبير الفلسفة الإسلامية العربية .
– ميز الفلاسفة بين نوعين من الحقيقة هما :
أ) الحقيقة العقلية أو الصورية التي تقوم على أساس عدم تناقض الأقوال والقضايا بحيث لا يتطلب التحقق من صدقيتها إلا مراعاة التناسق الداخلي في القضية أو الحكم .
ب) الحقيقة التجريبية التي يتطلب التحقق من صدقها مراعاة الواقع الخارجي للتأكد من مطابقة القضايا للواقع .
– في العصر الحديث ظهرت نظرة جديدة للحقيقة مفادها الفائدة والمصلحة ، فما هو حقيقي هو المفيد للحياة وهذا تصور براغماتي للحقيقة يعارض نظرية التوافق والتطابق .
– هل الحقيقة هي التطابق بين الفكرة والواقع أم الفائدة ؟
– وهل الحقيقة مطلقة وصالحة لكل زمان ومكان أم هي نسبية ؟
الـــــرأي والـــحــقـــيــقـــــة:
– ديكارت فحص العديد من الآراء المتداولة التي تلقاها من وسطه الاجتماعي ممارسا نوعا من الشك المنهجي وهذا جعله يتخلى عن العديد من الآراء الشائعة ويعيد تأسيس معارفه على أساس صلب و يقيني
– ركز ديكارت على المبادىء المؤسسة التي كانت تستند إليها آراؤه السابقة .
الــحـقـيـقـة الـعـلـمـيـة تتـعــارض مـــع الـــرأي:
– غاستون باشلار يبين التعارض بين الرأي والحقيقة العلمية على الشكل الآتي :
أ) الرأي أساسه اعتقادات رائجة بين الناس الذين يميلون إلى التصديق لحاجتهم إلى ما يخدم حياتهم .
ب) العلم أساسه التخلص من الأفكار الشائعة والانطلاق من الملاحظة ووضع الفرضيات واختبارها لتصير حقائق .
– الواقع ليس هو ما كان بإمكاننا أن نعتقد بل هو ما يكون مطلوبا منا التفكير فيه .
– الحقيقة العلمية يتم التوصل إليها عبر العودة إلى الأخطاء السابقة .
– المعرفة العلمية هي دوما ضد معرفة سابقة من خلال تفويض المعارف غير المصاغة صياغة جيدة .
– العلم يتعارض تعارضا مطلقا مع الرأي .
– الرأي يفكر تفكيرا ناقصا بحيث ينظر إلى الموضوعات باعتبار المنفعة والفائدة .لهذا لا يمكن أن نؤسس شيئا على الرأي .
– إن الرأي هو أول ما يجب التخلص منه في مجال المعرفة العلمية .
– الروح العلمية تمنع الرأي فيما يخص القضايا غير المفهومة .
– لا شيء في العلم يسير بديهيا من تلقاء ذاته بل كل شيء فيه مبني ومؤسس .
الـحـقـيـقـة العـقـلـيـــة والحـقـيـقــة الـتـجـريـبـيـة :
يقسم هيوم الحقيقة إلى نوعين :
أ) حقيقة عقلية صورية لا يتوقف صدقها على ما هو خارج اللغة والمنطق (أي التي تتمتع بعدم التناقض).
ب) حقيقة تجريبية يتوقف صدقها على مطابقة الخارج أو الواقع .
– الحقيقة العقلية هي مقدمة ضرورية للحقيقة التجريبية .
– موضوعات العقل الإنساني نوعان :
أ) علاقة الأفكار فيما بينها ( وهذا النوع يشمل الهندسة والجبر والحساب )
.
ب) علاقة الأفكار بالواقع .
الــحقــيـــقـــة والـــســلــطــــة :
– ميشيل فوكو يربط الحقيقة بالسلطة ، ذلك أن الحقيقة هي جزء من جملة آليات تفرضها السلطة القائمة حيث تعتمد على مؤسسات معرفية وتسخرها لتكريس نوع الحقيقة المراد فرضها فالسلطة لا تنتج الآليات السلطوية فقط بل الآليات الفكرية أيضا لاستمرار هيمنتها ، وهنا تصير الحقيقة سلطة أيضا .
– الحقيقة ليست خارج السلطة كما أنها ليست بدون سلطة .
– لكل مجتمع نظامه الخاص المتعلق بالحقيقة وسياسته العامة حول الحقيقة وهي نوع من الخطابات يوجهها كخطابات صحيحة .
– الحقيقة مرتبطة دائريا بأنساق السلطة التي ننتجها وندعمها .
– ومن أجل إنتاج الحقيقة لا يجب تغيير وعي الناس بل تغيير النظام السياسي والاقتصادي والمؤسسي .
– فالأمر لا يتعلق بتخليص الحقيقة من كل منظومة سلطة ذلك أن الحقيقة ذاتها سلطة .
الـــحــقــيــقــة كــقـــيــمــة أخــلاقــيـــــة :
– الواجب بالنسبة لكانط أمر أخلاقي مطلق ، والحقيقة واجب مطلق بالنسبة له .
– بينما كونستان لا يعتبر قول الحقيقة واجبا مطلقا بل أمرا نسبيا .
– من يكذب مهما كانت نيته ومقاصده يتعين أن يتحمل ويتقبل نتائج وتبعات كذبه لأن قول الحقيقة واجب يتعين اعتباره أساس وقاعدة لكل الواجبات .
الــحــقـــيــقــــي هـــــو الـــمــفـــيــــد :
– البراغماتية تتوقف عندها الحقيقة على الفائدة .
الحقيقة هي تطابق الأفكار مع الواقع ، والعقلانيون يتفقون مع البراغماتيين في هذا التعريف للحقيقة .
– والخلاف بينهما هو في دلالة التطابق ودلالة الواقع .
– العقلانية ترى أن الحقيقة تكمن في نوع العلاقة السكونية القاصرة بين الذهن والواقع .
– البرغماتية ترى أن الحقيقة هي التي نستوعبها ونؤكد فائدتها والحقيقة عندها هي ما تنجزه من عمل وما ينتج عنها .
– الحقيقة هي ما يفيد وينفع .
٭٭
فــلـــسفــــــة الأخــــــــــــلاق
الســـيــــــاســـــة :
– التنظيم السياسي هو إقامة دولة على أساس نظام تعاقدي يتنازل بموجبه الأفراد عن جزء من حرياتهم الفردية ويمتثلوا بشكل طوعي لسلطة لها حق السيادة لأنها تمثل المجتمع عبر الانتخابات والأساليب الديمقراطية .
– ما هي شروط مشروعية الدولة وحقها في ممارسة سلطتها والتزامها بالقوانين السائدة ؟ وما هي الغايات القصوى للدولة ؟
– وما هي طبيعة السلطة ؟
– وما هو الحق والعدالة ؟
مـــــفــــهـــــــوم الـــــــــدولــــــة :
– لا بد من التمييز بين الدولة كأمة وكيان بشري له خصائص لغوية وثقافية وتاريخية وجغرافية وبين مجموع الأجهزة المكلفة بتدبير الشأن العام للمجتمع .
– الدولة بالمعنى الثاني هي التي تملك السلطة (جيش- شرطة- محاكم – سجون- مؤسسات مختلفة …)
– ما مدى مشروعية هذه السلطة؟ وما حدود اختصاصاتها ؟؟
– السياسة الحديثة تعتبر الدولة آلة لممارسة الحكم.
– هناك أشكال متعددة لمشروعية الدولة (اعتماد التراث أو القداسة –التعاقد …)
– الدولة الحديثة لم تعد تستمد مشروعيتها من الماضي والتراث بل من الانتخابات وسيادة الأمة والقانون .
– الفلاسفة ناقشوا الغايات القصوى للدولة فبعضهم يرى أنها السهر على الأمن والسلم والانتقال من حالة العنف الطبيعي إلى حالة السلم أو العنف المنظم والمبرر ،وذهب البعض الآخر إلى اعتبار الدولة عقل المجتمع وإرادته ولا زال النقاش مطروحا حول هذه الغايات .
مـــشــــروعــــيــــة ســلـــطـــة الـــــدولــــة :
– يعتبر فيبر أن السياسة هي تدبير الشأن العام والدولة عبارة عن تعبير عن علاقات الهيمنة القائمة في المجتمع وهي هيمنة تقوم على أساس المشروعية .
-أسس المشروعية ثلاثة :
أ) سلطة العادات والتقاليد .
ب) سلطة المزايا الشخصية الفائقة لشخص ما ( الملهم) ( السلطة اللدنية الكارزمية )
ج) سلطة الشرعية ( سلطة الواجبات والإلتزامات المطابقة لقوانين النظام القائم )
– يوجد امتثال وخوف من إحدى هذه المشروعيات .
غـــــايــــــة الدولة تحـــقـــيـــق الــســلـــم :
يرى هوبس وهو مؤسس فلسفة السياسة الحديثة أن الدولة تنشأ نتيجة تعاقد إرادي وميثاق حر بين البشر من أجل الانتقال من حالة الحرب الدائمة وهي حالة طبيعة إلى حالة السلم أو المدنية .
– البشر في نظر هوبس لهم ولع طبيعي بالحرية والهيمنة على الغير مما جعلهم يجدون حدودا يعيشون في كنفها في سعادة بمعنى التخلص من حالة الحرب التي تحركها الأهواء الطبيعية في غياب السلطة الفعلية التي تخضعهم ويخشون عقابها .
– وطريقة المحافظة على سعادتهم وسلمهم هي أن يعهدوا إلى رجل أو مجلس بالحكم والسلطة وتصير بذلك إرادتهم المختلفة عبارة عن إرادة واحدة بواسطة قانون الأغلبية .
– إنه عبارة عن ميثاق يعقده كل فرد مع باقي الأفراد مفاده التنازل عن الحق للجماعة مقابل تنازل الجماعة عن حقوقها للفرد ، وهذا يسمى دولة ولها يرجع فضل فرض السلم والأمن.
غــــايــــة الـــــدولـــــة هـــي تــحــقــيـــق الــحـــريـــة :
– يرى سبينوزا أن غاية الدولة هي تحقيق الحرية لكل مواطن يعيش في كنفها .
– فغاية الدولة هي تحرير الفرد من الخوف بحيث يعيش كل فرد في أمان قدر الإمكان ، وليس تحويله إلى كائن غير عاقل أو آلة بل إطلاق حريته ليقوم بوظائفه بوجود الأمان ودون ظلم .
– الحرية هي الغاية الحقيقية من قيام الدولة .
– ونظرا لاختلاف آراء الناس فلا بد من تخليهم عن حقوقهم لفائدة المجتمع والمصلحة العامة .
تــــوزيــــــــع الـــســـلـــــط :
يرى مونتيسكيو أن ضمان الحرية في كنف الدولة يقتضي الفصل بين السلط ( التشريعية – التنفيذية- القضائية ) – السلطة التشريعية تختص بوضع القوانين
– السلطة القضائية تختص بالفصل بين الناس .
– السلطة التنفيذية تختص بالحقوق المدنية .
– تحقيق الحرية معناه عدم خوف مواطن من آخر .
– واجتماع السلط في شخص واحد معناه انتفاء الحرية لهذا لا بد أن تفصل لمنع الطغيان والظلم .
الســـلــطــة لــيـســت مــجــمــوعــة أجــهـــــزة :
– ميشال فوكو يرى أن السلطة ليست متعالية عن المجال التي تمارس فيه بل هي محايثة له .
– السلطة عند فوكو لا تعني مجموع المؤسسات والأجهزة التي تمكن من إخضاع المواطنين داخل الدولة ، ولا يعني الإخضاع أو الهيمنة بل هي علاقات القوى المتعددة التي تكون محايثة للمجال الذي تعمل فيه تلك القوى .
– السلطة ليست مؤسسة أو بنية بل هي وضعية استراتيجية معقدة في مجتمع معين .
الـــدولــة بـيـــن الــقـــوة والــقـــانــــون :
– يرى ماكيافيل أن الدولة تمارس الهيمنة إما بالعنف أو بالقانون وممارسة العنف من خصائص الحيوان بينما ممارسة القانون من خصائص الإنسان .
– والحاكم عليه أن يجيد أسلوب الحيوان وأسلوب الإنسان في نفس الوقت .
وماكيافيل يدعو إلى الجمع بين الخير مع الاستعداد للشر عند الضرورة .
الـــدولـــة نــتــــاج الصـــــراع بــيــن الـــطـــبــقــــات :
– الدولة في نظر إنجلس وماركس هي نتيجة صراع الطبقات .
– السلطة في نظرهما هي نتاج للمجتمع وما فيها من تناقضات بسبب تضارب المصالح المادية بين الطبقات لهذا الطبقة الأقوى هي التي تسود وتسيطر بفضل سيطرتها الاقتصادية .
– أصبحت الدولة ضرورية بسبب صراع الطبقات مع أنها لم تكن موجودة في بداية البشرية .
– ويرى إنجلز وماركس أن الدولة تزول بزوال صراع الطبقات عندما يعيد المجتمع تنظيم إنتاجه الاقتصادي على أساس التشارك الحر والتساوي بين المنتجين .
الــــحــــــــق والـــــعـــــدالــــــــة :
الحـق الطبيعي والحق الوضعي :
– الحق الطبيعي حسب هوبس هو الحرية المطلقة لكل كائن في أن يتصرف وفق طبيعته الخاصة تبعا لرغباته وهذا الحق الطبيعي يتعارض مع الحق الوضعي ( القانون) كتعارض الحرية مع الالتزام .
الـــــحـــــق الـــــوضـــــــعــــــي :
– يميز روسو بين الحالة الطبيعية وحالة التمدن وما يميز حالة التمدن هو انتهاء الحقوق الأنانية وسيادة القانون الذي يضمن حقوق الكل .
– القانون يعامل الأفراد ككل ، ولا يتعامل مع فرد بعينه وهو ليس لصالح فرد بعينه .
– ما يأمر به إنسان ما من تلقاء نفسه ليس أبدا قانونا بل هو مجرد قرار .
الــعــــدالـــــة أســـــاس الــفــضـــيــلـــة :
– حسب أرسطو تقابل العدالة الظلم .
– السلوك العادل هو سلوك مشروع موافق للقوانين والذي يضمن لكل ذي حق حقه .
– والسلوك الجائر هو سلوك لا مشروع ومنافي للمساواة .
– الأفعال الموافقة للقوانين هي بوجه من الوجوه أفعال عادلة .
– القوانين تشرع الأفعال وغايتها حماية المصلحة العامة طبقا للفضيلة .ولهذا فالفعل العادل هو الفعل القادر على حماية سعادة الجماعة السياسية .
– فالعدالة بهذا المعنى فضيلة كاملة ، ولكنها ليست فضيلة في ذاتها بل هي كذلك بالنظر إلى الغير ،وهي أهم الفضائل وكل الفضائل توجد مع العدل .
الــعــــدالـــــة أســــــــاس الـــــحــــق :
– يرى فون هايك أن السلوك العادل يكفل الحق في منظومة قانونية شرعية في إطار مجتمع تسوده الحرية .
– الوضعيات التي توصف بالعدل أو الجوهر هي تلك التي تترتب عن إرادة الفرد واختياره ،فما ما لم يتعمد الشخص القيام بالفعل فلا يمكن أن نصف فعله ذلك لا بالعادل ولا بالفعل الظالم .
– لا تكتسب العدالة دلالتها إلا في نظام شرعي .
الــــعـــــدالـــــــة انـــســـجـــــام :
– العدالة حسب أفلاطون فضيلة تقوم في انسجام القوى المتعارضة وتناسبها .فهي تتحقق على مستوى النفس حين تنسجم قواها الشهوانية والغضبية والعاقلة كما تتحقق على صعيد المجتمع حين يؤدي كل فرد وظيفته دون تدخل في عمل الآخرين.
– الفضائل عند أفلاطون ثلاث : العدل – الشجاعة – الحكمة ، والفضيلة الباقية هي العدالة .
– والفضيلة عنده هي أداء كل فرد وظيفته دون التدخل في وظائف غيره .
– العدالة فضيلة تضفي الكمال على الدولة .
– بالعدالة يمتلك الفرد ما يستحق ويؤدي وظيفته الخاصة به .
الـــمــســــــاواة الـــجــــائـــــرة :
– شيلر يرفض أن يكون الناس متساوين فكريا واجتماعيا واقتصاديا ، والعدالة عنده هي العدالة التي تراعي اختلاف الناس وتفاوتهم لأنه تفاوت إيجابي وخلاق .
– الذي يخشى الخسارة هو وحده الذي ينشد العدالة والمساواة العامة ، وهذا حقد على القيم السامية .
الأخـــــــــــــــــــــــــــلاق :
– للفعل البشري بعد أخلاقي قيمي بمعنى أن الإنسان توجهه مثل أخلاقية سامية وتنظم علاقاته بالآخرين .
-الأخلاق تمثل كابحا للنوازع الشريرة في الإنسان وهي في نفس الوقت حافز لفعل الخير .
– اختلف الفلاسفة حول قضية الأخلاق وعلاقتها بالواجب والحرية .
– هل الأخلاق مصدرها النفس دون حاجة إلى إملاءات خارجية ؟ .
– وهل الواجب الأخلاقي أمر قطعي مصدره الضمير الأخلاقي أم هو استجابة لقيم المجتمع ومثله ؟
– وهل الضمير الأخلاقي الفردي يكفي أم لا بد من المحاسبة القانونية ؟
– مفهوم الحرية موضوع خلاف بين الفلاسفة حيث يقول بعضهم الإنسان حر والبعض الآخر يقول الإنسان خاضع لحتميات .
– ما هي قيمة القيم الأخلاقية وما هي مصداقيتها ؟
مـــفـــهــــوم الــــواجـــــــــب :
– الواجب هو الأمر الأخلاقي الملزم لكل الناس .
– وتناول الواجب من طرف الفلسفة يختلف من فيلسوف إلى آخر .
– بعض الفلاسفة يعتبرون الواجب أمرا أخلاقيا عقليا .
– والبعض الآخر يعتبرون الواجب مرتبطا بظروف اجتماعية ونفسية ، ومن ثم له علاقة بالعادة أو بالدين أو بالأخلاق .
– مفهوم الواجب مرتبط بمفهوم الضمير الأخلاقي.
– هناك تلازم بين الوعي والضمير كل واحد منهما يقتضي الآخر .
– التحليل النفسي يحاول تفكيك مفهوم الضمير .
– الجديد في الفلسفة الحديثة هو الخروج بالواجب الأخلاقي من دائرة الفرد إلى دائرة المجتمع .
– وأحسن ضامن للواجب ليس الضمير وحده بل المؤسسات الضامنة للمسؤولية وحسن أداء الواجب .
– هل الواجب كما يقول كانط أمر أخلاقي نموذجي لا علاقة له بالمصلحة ؟ وهل يكفي الضمير الفردي أم لا بد من المعيار القانوني المؤسسي في تقويم السلوك الأخلاقي ؟ وماذا يرعى في الواجب هل أجيالنا ، أم أجيال قادمة ؟؟.
ا
لـواجـب كـأمــر أخـلاقــي قـطــعــي وخــالـــص :
– حسب كانط الواجب أمر قطعي ، فهو ليس استجابة لرغبة أو ميل ، بل هو استجابة لنداء العقل ،وهذا طرح يتهم بالتجريد والصورية والمثالية .الواجب الكانطي أشبه بالواجب العسكري .
الأوامر الأخلاقية عند كانط نوعان :
أ) الأوامر الأخلاقية الشرطية وهي المعبرة عن الضرورات العملية لبعض الأفعال ، وهي عبارة عن وسائل لتحقيق أهداف .
ب)الأوامر الأخلاقية القطعية أو المطلقة ، وهي التي تنظر إلى الأفعال في حد ذاتها لا من حيث نتائجها .
-لا يوجد إلا أمر قطعي واحد منه تشتق كل الأوامر الأخلاقية المشكلة للواجب .
الـواجـب لـيـس فـقـط إلــزامـا بـل هـو مـحـط رغـبـة أيـضــا :
– يرى دوركايم أن الواجب الأخلاقي إلزامي كما يذهب إلى ذلك كانط .
– ودروكايم يربط الواجب بما هو مرغوب فيه ، فالإنسان لا يقوم بالواجب لأنه واجب بل يقوم به لأنه يرغب فيه ، فالخير والواجب متداخلان .
– من المستحيل أن يقوم الإنسان بعمل يكون مأمورا به دون رغبة منه فالغاية الأخلاقية تكون مرغوب فيها فضلا عن كونها إلزاما أخلاقيا .
– وعند القيام بالواجب تكون كمن يمارس العنف على جزء من طبيعته لهذا لا بد من تداخل بين اللذة والمرغوبية داخل الالتزام الأخلاقي حيث نمارس الواجب وفق قاعدة أخلاقية مطلوبة منا بنوع من الرضا والإغراء .
– إننا نشعر بنوع من اللذة التي لا مثيل لها عند ممارستنا للواجب لأنه واجب ،فهناك تداخل بين الواجب والخير واللذة في كل الحياة الأخلاقية .
– الواجب الأخلاقي الكانطي القطعي هو عبارة عن فعل جيد بالضرورة .
هـل الأنــــا الأعلــى هـــو الضـمـيـر الأخــلاقــي ؟
– التصورات الفلسفية والأخلاقية السابقة على التحليل النفسي كانت تعتبر الضمير الأخلاقي كيانا قبليا مستقلا في حين يعتبره التحليل النفسي جزءا من البنية النفسية يتمثل المطلبات الأخلاقية للمجتمع .
– الأنا الأعلى هيئة نفسية اكتشفها التحليل النفسي ، ووظيفتها هي الضمير الأخلاقي المراقب لأعمال الأنا .
– فقساوة الأنا الأعلى وصرامة الضمير الأخلاقي والإحساس بالذنب كلها شيء واحد .
– الإحساس بالذنب هو تعبير عن إدراك الأنا لكونه خاضعا لمراقبة الأنا الأعلى ، وهو تعبير عن التوتر القائم بين ميولات الأنا وأوامر الأنا الأعلى .
– أما الشعور بالحاجة إلى العقاب فهو عبارة عن مازوخية وهي (تقبل العنف ) بسبب شدة تأثير الأنا الأعلى الذي يصير عبارة عن سادية (ممارسة العنف) .
– مشاعر الذنب سابقة على الضمير الأخلاقي ،لهذا فالحديث عن الضمير الأخلاقي يكون بعد وجود دور الأنا الأعلى .
– مشاعر الذنب هي التعبير المباشر عن القلق الذي تشعر به الذات أمام السلطة الخارجية، وهي شاهدة على وجود توتر بين الذات وبين هذه السلطة الخارجية .
– إنها علامة وجود صراع بين حاجة الفرد أن يكون مقبولا من طرف السلطة الخارجية ، وبين الاندفاع نحو إشباع حاجات الدوافع الغريزية التي يؤدي حرمانها من الإشباع إلى توليد ميل نحو العدوانية .
الضــمـيـر الأخـــلاقـي والــوعـي الـتـاريـخــي :
– يربط كينتشتاينر بين الأخلاق والتطور ، ويميز بين مرحلة ما قبل نشوء الفرد الحر المستقل وفيها كان الوعي الأخلاقي مرتبطا بالوعي الجماعي والأطر الخارجية وبين مرحلة ظهور الفرد المسؤول عن أفعاله ، وهو يستخلص أن الوعي الأخلاقي هو جزء من بنية الوعي التاريخي .
– الوعي الأخلاقي له تاريخ مرتبط بالطريقة التي يؤطر بها مجتمع ما أفراده تربويا ، كما أنه مرتبط بطريقة إصلاح وتطوير هذه التربية الأخلاقية .
– يرتبط تاريخ الوعي الأخلاقي في العصر الحديث في الغرب بالإصلاح الديني خلال القرنين 15 و 16 وبموضوع الغضب الإلهي الذي هز الضمائر والمشاعر وثور القرن 18 هذا المناخ الفكري بتطويره إلى نظرية حول الكون مفادها أن الخالق نفسه الذي خلق القوانين التي يخضع لها العالم يلتزم هو نفسه بها كما يلزم المخلوقات .
– وتطورت فكرة أخرى مفادها أن المواطن الصالح الملتزم لا يخشى غضب الله ولا عذاب جهنم .
– انبرى لاهوتيو وفلاسفة القرنيين 18و 19 إلى توسيع دائرة الوعي الديني والعمل على انفتاحه حتى يتلاءم مع التحولات الفكرية الجديدة .
– وفي هذا السياق تندرج أخلاقيات الواجب كأمر أخلاقي قطعي مطلق عند كانط ، وهي أخلاقيات تسلم بالحرية ووجود الله وخلود النفس ، ولكنها ترى الضمير الأخلاقي ليس تبريرا لأفعال الإنسان أمام الخالق بل إن الضمير الأخلاقي هو عبارة عن اكتمال وتأمل داخل الضمير أو الوعي في إطار المسؤولية الشخصية .
– وخلخل التحليل النفسي هذا البناء ودشن عملية تحديث الوعي الأخلاقي .
– إن الانتقال من مرحلة تبرير الأفعال أمام سلطة أخلاقية أو دينية خارجية إلى مرحلة المسؤولية الفردية عن الأفعال تجاه المجتمع وتجاه التاريخ يدل على أن الوعي الأخلاقي هو جزء من بنية وعي تاريخي منفتح ومتطور
أخــلاق الا قتنـــاع وأخــــلاق الـمـســؤولــيــة :
– يميز ماكس فيبر بين نوعين من الأخلاق :
أ) أخلاق الاقتناع ( أو الضمير) في مظاهرها المختلفة الدينية والأيديولوجية والعقدية عامة .
ب) أخلاق المسؤولية وهي الأخلاق المرتبطة بالمحاسبة وبالمسؤولية الفردية في إطار مؤسسي .
– كل فعل خاضع لتوجيه الأخلاق يخضع لمبدأين أساسيين متباينين ومتعارضين ، فهو إما أن توجهه أخلاق الاقتناع أو أخلاق المسؤولية .
– وتعارض هذين المبدأين لا يعني غياب المسؤولية في أخلاقية الاقتناع ، ولا غياب الاقتناع في أخلاقية المسؤولية .
واجــب الـتـضـامـن مــع الأجــيــال الـقـــادمـــة :
– يرى راولس أن من الضروري التفكير في إقامة نوع من العدالة بين الأجيال ، ذلك أن الأجيال الحالية وهي تستمتع بخيرات التقدم التكنولوجي يجب عليها التضامن مع الأجيال القادمة .
– يعتقد البعض أن مصائر الأجيال غير عادلة ذلك أن الأجيال اللاحقة تستفيد من عمل الأجيال السابقة دون أن تؤدي الثمن .
– كانط جادل في هذه القضية حيث تحمل الأجيال السابقة على كاهلها أعباء كثيرة لفائدة الأجيال اللاحقة .
– من البديهي أنه إذا كان على كل الأجيال أن تستفيد فإن من حق كل جيل أن يتلقى ما يستحقه من سابقيه ، وفي نفس الوقت يلبي متطلبات لاحقيه .
– ومن أجل حظوظ عادلة لا بد من التساؤل عن الكمية المقبولة بين الشركاء ، وهذا رهين بوجود مؤسسات عادلة وحريات أساسية
.
مــفـهــوم الــحــريــــة :
–
قديما كانت الحرية تطرح قياسا إلى القدرة والمشيئة الإلهية وإلى أي حد تترك للإنسان هامش حرية
– واليوم تطرح مسألة الحرية قياسا إلى معطيات العلم الحديث على مستوى علوم الإنسان وعلوم الطبيعة .
– العلم الحديث وعد بمضاعفة مساحة الحرية للإنسان تجاه الطبيعة وتجاه المجتمع .
– كل تناول حديث لمفهوم الحرية يجب ألا يقتصر فقط على التصور المثالي للحرية في ارتباط بإرادة الفرد وحرية اختياره بل على ضوء الشروط والمحددات المختلفة التي تكشف عنها معظم العلوم الحديثة .
– لم يعد من الممكن اليوم طرح مسألة الحرية باعتبارها تصورا مطلقا بل لا بد من ربطها بحتميات ومحددات شارطة في سياقات مع مراعاة تطور العلوم المعرفية وعلم النفس الذي لم يعد يقبل بتصور مطلق للإرادة التي هي نتيجة تفاعل بين الرغبات والأحلام والتخيلات و الاشباعات الرمزية ومشروطة بها .
–
ما هي حدود الإرادة وحرية الاختيار ؟ وحدود المشروطية ؟
– ساد في الفكر السياسي الحديث تصوران للحرية
أ
) تصوير الحرية على أنها سيادة الذات وقدرتها على الفعل والانجاز والقيام بما تود .
ب) تصوير سلبي يتحدث عن الحرية من زاوية العوائق والصعوبات ويصور الحرية على أنها كفاح ومكابدة لهذه العوائق
–
طورت الفلسفة السياسية الحديثة تصورا يربط الحرية بالقانون بحيث لا يكون القانون قيدا للحرية بل إطارا تنظيميا ضابطا وضامنا لها .
– الحرية خارج إطار الضوابط القانونية هي حرية وهمية وسائبة وهي أقرب ما تكون إلى الفوضى .
–
لقد أصبحت القوانين هي الإطار المستوعب للحرية .
– هل الحريات في حاجة إلى ما يضبطها خارجيا أو إلى قانون ينظمها أم هي انبثاق تلقائي لا يخضع إلا لذاته ؟
الـحــريــــة والـــحــتــمــيــــة :
– يرى عبد الله العروي أن عودة الاهتمام بمسألة الحرية مرده الخوف من تقدم العلم الذي قدم نفسه في البداية على أنه مشروع تنويري يسعى إلى توسيع دائرة حرية الإنسان ،إلا أن تطوره بدأ يشي بأنه يمكن أن يقلص من هذه الحرية .
– العلم بتطوره المستمر يرتكز على مبدأ الحتمية وهو نقيض الحرية كما يتصورها الإنسان العادي .
– فكلما تقدم العلم في ميدان يتعلق بالعمل البشري وبالمبادرة الفردية تخوف الإنسان من تقدم الاكتشافات الجديدة التي تجعل البعض يتحكم في إرادة البعض الآخر .
–
في بداية العصر الحديث اعتقد المفكرون أن العلم هو الوسيلة الوحيدة لتحرير الإنسان من قيود الطبيعة لكن أظهرت التجربة هذا القرن أن العلم قد يخدم الحرية وقد يقيدها ويقضي عليها .
– أغلب علماء الطبيعة أصبحوا يشكون في مبدأ الحرية الإنسانية والمجتمع المعاصر أصبح يتخوف أكثر فأكثر من أن يتحول العالم من مساند للحرية إلى عدو لها ، ويتحول العلم من وسيلة لتحقيق الحرية إلى خطر عليها .
– فإذا كان نقاش مسألة الحرية في القرون الوسطى يدور حول التوفيق بين اختيار الإنسان والقدر الإلهي فإن نقاش هذه المسألة اليوم أصبح يدور حول التصالح بين حرية الوجدان وحتمية العلم الطبيعي .
مــــفــــهـــــــوم اللاحــتــمـــيـــــة :
ينتقد كارل بوبر الحتمية في مجال العلوم الإنسانية ويناصر نزعة اللاحتمية ، ولكنه يذهب إلى حد اعتبار الحرية الإنسانية معطى مطلق وأنها خاضعة للقواعد المتوارثة وللسياقات والظروف المحيطة .
–
القول بأن الإنسان حيوان وأنه توجد رغبة لجعله جزءا من الطبيعة هي حجة الفلسفة لصالح الحتمية .
– إذا كانت الطبيعة حتمية فالأفعال والتصرفات الإنسانية ستكون كذلك حتمية .
– والبرهان المضاد للحتمية هو أنه إذا كان الإنسان حرا فالطبيعة ستكون كذلك أيضا .
– النظرية الحتمية ترى التاريخ البشري خاضعا لحتمية قدرية مسبقة .
– الحريات وخاصة حرية الإبداع خاضعة لمحددات ثلاثة :
أ) إكراهات العالم الطبيعي
ب) محددات عالم الأحاسيس والوجدان
ج) قوانين عالم الفكر والتمثلات الفكرية
– حرية الإبداع خاضعة لهذه المحددات ولكن المبدع شأنه شأن متسلق جبال الهملايا حر في أن يختار طريقا من بين عدة طرق متاحة .
الإرادة هـــــي حريــــــة الإخـــتــيــــار :
– كانت يرى الإنسان حرا في اختياراته، وهي حرية تقوم على الإرادة التي هي ملكة الفعل أو عدم الفعل مع معرفة مسبقة بالفعل ونتائجه .
– الإرادة عند كانط لا تخضع لأي إكراه خارجي لهذا فهي المحددة للحرية الإنسانية .
– وبالرغم من كون إرادة الإنسان ليست مطلقة كما هو حال إرادة الخالق فإنها تتمتع بقوة تجعلها تحدد حرية الإنسان تحديدا مطلقا .
الإرادة شـــــرط الـــحـــريـــــــة :
– الإرادة عند سارتر هي التي تمكننا من السعي بروية وتأمل وراء الغايات التي نطمح إليها .
– الحرية لا تتمثل في اختيار بين شيئين بل هي خلق وتأسيس للوجود ، وهي إنتاج للماهية الفعلية للإنسان .
– مفهوم الحرية عند سارتر مرتبط بمفهوم الإرادة .
– الواقع الإنساني لا يمكن أن يتلقى غاياته من الخارج أو من الباطن إن الإنسان هو الذي يختاره ، لهذا وجود الواقع الإنساني سابق على ماهيته ويتحكم فيها .
– وضع غايات الإنسان النهائية هي التي تميز وجوده المتوحد مع حريته
– الحرية لا تسبق الفعل الإرادي وإنما تعاصره .
الــقـــانــــون هـو الـــذي يـضـمـن
الــحــريـــات ويـنـظـمـهـا
:
– الحرية في المجتمع الطبيعي حرية سائبة قائمة على الأهواء والعدوان والحرب .
– أما الحرية في المجتمع المدني المنظم وفق القوانين فهي حرية حقيقية لأنها خاضعة للقوانين ومنظمة بها .
– داخل دولة القانون يتمتع الشخص بقدر الحرية الذي يكفيه ليحيى حياة يسيرة وفي أمن وسلام .
– والحياة خارج دولة القانون أو خارج المجتمع المدني عبارة عن حالة لصوصية دائمة يتعرض كل من فيها للعنف بسبب من يحاولون تجريد غيرهم من ممتلكاتهم وسلبهم حياتهم .
– وخارج المجتمع المدني الأهواء تفرض نفسها وتكون الحرب دائمة والخوف أبدي .
– وفي ظل نظام دولة القانون يمارس العقل سلطته ويسود السلام والأمن
ا
لحـــريـــة هـــي الامــتــثــــال للــقـــانـــون :
– كونستان يربط مفهوم الحرية بالقوانين الضابطة لها إنها الحرية المضبوطة ولكنها أوسع من حرية الماضي .
– الحرية هي حق الفرد ألا يخضع إلا للقوانين .
– إن الحرية بالنسبة لكل فرد هي الحق في أن يجتمع مع أفراد آخرين من أجل البحث عن المصالح المشتركة .
– الحرية هي حق كل فرد في أن يؤثر على طريقة إدارة شؤون الحكم