محمد شركي
الحلقة الثانية : ( تعاريف مفاهيمية خاصة بمكون الدرس القرائي )
محمد شركي : ( أستاذ ومفتش مادة اللغة العربية سابقا )
7 ـ مفهوم التنمية :
التنمية ظاهرة اجتماعية، تهدف إلى تطوير موارد وإمكانيات المجتمعات البشرية من خلال عمليات أو إجراءات شاملة ومستمرة أو دائمة تتعلق بالحياة البشرية اقتصاديا واجتماعيا، وثقافيا ،وسياسيا .
والأمم المتحدة تعتبر التنمية عملية توجيه للجهود من أجل تحسين أحوال البشر، ومساعدتهم على الاندماج في الحياة والإسهام في تطويرها وفي تقدمها .
أنواع التنمية :
أ ـ تنمية بشرية : وهي خاصة برفع قدرات ومهارات العنصر البشري في مختلف مجالات وميادين الحياة .
ب ، تنمية مستدامة : وهي عبارة عن مخرجات ناتجة عن التنمية البشرية، ويتعلق الأمر بكل ما ينتجه البشر أو يطورونه .
وتكون التنمية إما شاملة ،ومتكاملة، ومندمجة تشمل جميع الميادين والمجالات أو تكون خاصة ببعض الميادين والمجالات بمعزل عن غيرها كالتنمية الصناعية أو التنمية الزراعية على سبيل المثال ….
ولا تسمى التنمية تنمية إلا إذا حققت التغيير الإيجابي ، وذلك عن طريق تنفيذ مخططات لها أهداف تتحقق إما على المدى المتوسط أو البعيد ، وتنقل المجتمعات نحو الأفضل من خلال توفير ما يوافق الحاجيات مع مراعاة الإمكانيات المتوفرة دون الإخلال أو الإضرار بالبيئة أو بالتراث الإنساني أو بحقوق الإنسان ومكتسباته الإنسانية والسياسية . وتكون التنمية متكاملة ومندمجة إذا أدت إلى زيادة حظوظ وفرص فئات المجتمع دون المساس بحظوظ وفرص غيرهم ، ويقتضي ذلك اعتماد الأساليب العلمية الحديثة مع حسن التنظيم ، والتسيير، والتدبير، والإدارة ، وبهذا تتحقق التنمية المستدامة .
8 ـ مفهوم التكنولوجيا :
كلمة تكنولوجيا يونانية مكونة من مقطعين (تكنو ) وتعني مهارة أو حرفة و ( لوجيا) وتعني علم . والكلمة كاملة تعني علم التطبيق ، وهي عبارة عن مجموع تقنيات، ومهارات ،وأساليب، وعمليات لتحقيق الإنتاج بمختلف أنواعه المادية أو الخدماتية .
وتلعب التكنولوجيا دورا أساسيا وهاما في تطوير الاقتصاد العالمي لما توفره له من عمليات وتقنيات .
وتختلف الآراء حول دور التكنولوجيا في تحسين أحوال البشر أو إلحاق الأضرار بهم وبالبيئة كالتكنولوجيا الحربية أو الوبائية ، الشيء الذي يعني وجود تكنولوجيا نافعة ، وأخرى ضارة ، و الذي يحدد النفع والضرر هي المخرجات أو النتائج المترتبة عن استخدام التكنولوجيا .
ولقد أصبحت التكنولوجيا في العصر الحديث ضرورية لكونها تغطي جميع مجالات الحياة البشرية ، ولا يمكن الاستغناء عنها .
ومن المجالات المستفيدة من التكنولوجيا :
ـ مجال الاتصالات / ـ مجال المعلومات / ـ مجال العلوم والمعارف / ـ مجال الإعلام / ـ مجال الصحة والتطبيب / مجال التعليم والتربية / ـ مجال الحياة المنزلية … وكل هذه المجالات وفرت لها التكنولوجيا تقنيات متطورة تساهم في توفير الراسميل ، وتوفير فرص الشغل ، وتوفير الانتاج .
9 ـ مفهوم الهجرة :
الهجرة ظاهرة بشرية قديمة قدم التاريخ ، وهي عبارة عن انتقال بشري جماعي من موقع إلى آخر في المعمور إما بسبب الكوارث الطبيعية من زلازل أو فيضانات، أو مجاعات، وإما بسبب الحروب الطاحنة .
والهجرة لم تنقطع عبر التاريخ البشري ، ولقد أخذت في العصر الحديث طابعا خاصا يعزى إلى التطور التكنولوجي والعلمي والحضاري الذي عرفته البشرية ، وصارت بسبب ذلك ظاهرة اجتماعية فرضتها الحاجة إلى قيام اقتصاد رأسمالي عالمي يتطلب التكامل بين جميع البلدان، الشيء الذي تولدت عنه ظاهرة الهجرة حيث صار الناس فرادى وجماعات يرحلون عن أوطانهم إلى بلدان أخرى إما للاستقرار فيها بشكل دائم أو بشكل مؤقت بحثا عن فرص شغل من شأنها أن تحسن ظروف ومستويات عيشهم الذي يحفظ كرامتهم، وأمنهم ،وسلامهم ، واستقرارهم .
ولا تقتصر الهجرة من البلدان الأصلية إلى بلدان خارجية بل قد تكون داخلها ، وهي ما يعرف بالهجرة من البوادي والأرياف إلى المدن والحواضر ، والسبب في ظهور هذا النوع من الهجرة هو من جهة ظهور المدن والحواضر الكبرى التي تغري سكان البوادي والأرياف بالهجرة إليها رغبة منه في العيش بها لتوفر مقومات الحياة الكريمة في نظرهم ، ومن جهة أخرى تعثر الحياة بالبوادي والأرياف بسبب الكوارث الطبيعية خصوصا توالي سنوات الجفاف والقحط ، فضلا عن افتقارها لمقومات الحياة الكريمة من تعليم وتطبيب وشغل مستقر يوفر الدخل المناسب .
وينقسم المهاجرون إلى مهاجرين في أوضاع قانونية بحصولهم على تصاريح إقامة في البلدان التي يهاجرون إليها ، وقد يحصلون أيضا على التجنس بجنسياتها ، وإلى مهاجرين دون أوضاع قانونية ودون تصاريح إقامة ، ويسمون مهاجرين غير شرعيين .
ومن أنواع المهاجرين :
أ ـ مهاجرون من العمالة الموسمية التي تجلب للعمل في بعض البلدان كالعمالة في مواسم فلاحية ببعض البلاد المتقدمة في أوروبا وغيرها ، وتكون لديها تصاريح إقامة مؤقتة .
ب ـ مهاجرون يسمون المغتربون ، وهم الذين يضطرون أو يجبرون على العمل خارج أوطانهم بموجب عقود عمل أو وظائف علمية أو إدارية أو سياسية .
ج ـ مهاجرون من طلاب العلم ، ولا يعدون ضمن المهاجرين من أوطانهم طلبا للشغل أو الرزق أو اللجوء للهجرة هربا من الكوارث والحروب …
د ـ مهاجرون فارون من الحروب ومن الاضطهاد الديني أو العرقي أو من الإبادة الجماعية .
ج ـ مهاجرون فارون من الكوارث الطبيعية خصوصا المجاعات .
ه ـ مهاجرون فارون من الفقر والفاقة أو الاستبداد السياسي في أوطانهم، ويرغبون في تحسين ظروف عيشهم في البلاد الغنية .
و ـ مهاجرون من دول غنية إلى دول العالم الثالث ، وهي هجرة معاكسة ، حيث يكون هؤلاء إما من الأثرياء أومن السياح أو من المتقاعدين الذي يبحثون عن ظروف الاستجمام في بلدان أقل تكلفة ، وذات مناخ أفضل ،فيقيمون فيها إما باستمرار أو لفترات زمنية محددة .
ز ـ مهاجرون بسبب الزواج المختلط ويكون إما بدافع الشغل أو الدراسة أو الرغبة في التنوع العرقي .
ويواجه المهاجرون خصوصا الفئات الفارة من الفقر، والاستبداد ، والكوارث الطبيعية، والحروب مشاكل عدة منها :
( ـ المعيقات القانونية التي تفرضها البلدان المستقبلة لهم / ضياع ممتلكاتهم في بلدانهم الأصلية وهجرانها / ـ صعوبات الحصول على السكن والشغل / ـ صعوبة الاندماج في البلدان المهاجر إليها بسبب اختلاف اللغات والأعراف الاجتماعية ، والتقاليد ، والمعتقدات الدينية / ـ التمييز العرقي والعنصري وانتقاء البلدان المستقبلة أنواعا من الأعراق والأجناس دون غيرها، وتفضيل الكفاءات العلمية الشيء الذي يسبب هدرا لها في البلدان المهجورة / ـ انعدام تكافؤ الفرص في الشغل / ـ استغلال المهاجرين لفترات زمنية ثم التخلي عنهم / ـ الاكتظاظ السكاني في مناطق من العالم / … )
ومع ظهور الدول القومية وقوانين الجنسيات والمواطنة التي لا تسمح بالإقامة الدائمة إلا لمواطنيها ، صارت الهجرة صعبة ومعقدة بالنسبة لغيرهم وخاضعة لقيود مشددة منها قوانين الهجرة ، وهذا ما جعل الهجرة موضوعا أو قضية سياسية مثير للجدل والنقد من طرف المنظمات والهيئات الإنسانية والحقوقية .
ولقد استفادت الدول الأوروبية من اليد العاملة المهاجرة بعد الحرب العالمية الثانية إلا أنها لجأت إلى فرض قوانين صارمة عليها بعد ذلك زهدا فيها واستغناء عنها ، وصارت تحارب الهجرة إليها خصوصا من دول الجنوب . وبعدما كانت بعض تلك الدول تستقبل المهاجرين إليها فرارا من الاضطهاد والاستبداد السياسي ، فإنها تخلت عنهم ، وصارت ترفضهم ليواجهوا مخاطر ، ومصائر مجهولة.